للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فالعيش": مبتدأ، وخبره قوله: "من العجب" وقوله: "إن حم لي عيش" فإنْ: حرف شرط، وحم لي عيش: جملة من الفعل والمفعول النائب عن الفاعل وقعت فعل الشرط، والجزاء هو قوله: "فالعيش" ولكن فيه تقديم وتأخير؛ لأن جملة الشرط وقعت معترضة بين المبتدأ والخبر، والتقدير: إن حم لي عيش فالعيش من العجب (١).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "باتت فؤادي" حيث ولي باتت معمول خبرها، وهو قوله: "فؤادي" فإنه معمول خبر باتت، وهو قوله: "سالبة" وليس هو بظرف ولا مجرور، وهذا غير جائز عند البصريين؛ فلذلك حمل هذا على الضرورة، وأما الكوفيون فإنهم يجيزون ذلك مطلقًا على ما عرف في موضعه (٢).

الشاهد التاسع والتسعون بعد المائة (٣)، (٤)

وَبَاتَ وبَاتَتْ لَهُ لَيلة .......... … ..........................

أقول: قائله هو امرؤ القيس بن عانس -بالنون قبل السين المهملة- ابن المنذر بن امرئ القيس بن السمط بن عمرو بن معاوية بن الحرث بن الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة الكندي، وفد إلى النبي ، أسلم وثبت على إسلامه، ولم يكن فيمن ارتد من كندة، وكان شاعرًا نزل الكوفة، وفي الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- أيضًا: امرؤ القيس بن الأصبع، بعثه رسول الله عاملًا على كلب حين أرسله عماله على قضاعة فارتد بعضهم، وثبت امرؤ القيس على دينه.


(١) تكلف العيني في هذا الإعراب وأبعد الطريق وهو قريب، وأحسن منه أن يعرب العيش مبتدأ، وخبره عيش من العجب، وقوله: "إن حم لي" جملة شرطية والجزاء فيها محذوف دل عليه الجملة الاسمية المذكورة، والتقدير: إن حم لي فهو عيش عجيب، والمعنى في ذلك أسهل.
(٢) ينظر الشاهد رقم (١٩٧).
(٣) ابن الناظم (٥٣)، وأوضح المسالك لابن هشام (١/ ٢٥٤).
(٤) صدر بيت من بحر المتقارب، وبقيته في الشرح، وهو من قصيدة قاربت العشرين بيتًا، وهو في ديوانه امريء القيس بن حجر الكندي الشاعر المشهور صاحب المعلقة الأولى في الشعر العربي، وهو في ديوانه مع كثرة طبعاته دار صادر (٨٤) كما أنها في كتاب أشعار الستة الجاهليين، وهو مختارات للأعلم الشنتمري في شرح تلك الأشعار، انظر (١٢٩) المختارة رقم (٣١) وعلى ذلك فنسبة القصيدة لغير امريء القيس يكون تخبطًا ودعوى بلا دليل، وأما ما كتبه العيني أو غيره في ذلك فيقرأ؛ لأنه من التراث، وأما بيت الشاهد فهو في كثير من كتب الأدب والنحو، ينظر التصريح (١/ ١٩١)، وشرح شواهد المغني للسيوطي (٧٣٢)، وتخليص الشواهد (٢٤٣)، والقطر (١٣٦)، وشرح أبيات المغني للبغدادي (٥/ ٣٠٨)، وشرح الأشموني (١/ ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>