للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقعت فعل الشرط، قوله: "أتعدك" جملة مثلها وقعت جواب الشرط، والباء في: "بمثلها" تتعلق بأتعدك، والباقي ظاهر.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "فإن تتعدني" وفي قوله: "أتعدك" فإن أصلهما: توتعدني، وأوتعدك؛ لأنه من الفعل الواوي الفاء، فأبدلت الواو تاء، وأدغمت التاء في التاء كما علم في موضعه (١).

الشاهد الحادي والستون بعد المائتين والألف (٢)، (٣)

يا هال ذاتَ المنطق التمتام … وكفِّكِ المُخَضَّبِ البنام

أقول: قائله هو رؤبة بن العجاج، وهو من الرجز المسدس.

قوله: "هال" أصله: هالة وهو اسم امرأة، والهالة في الأصل: دارة القمر، و"التمتام": الذي فيه تمتمة، وهو الذي يتردد في التاء، ووزنه: فعلال، فافهم، و"المخضب": الذي استعمل فيه الخضاب.

[الإعراب] (٤):

قوله: "يا" حرف نداء، و "هال": منادى مرخم، وأصله: يا هالة، قوله: "ذات المنطق": كلام إضافي يجوز فيه الوجهان (٥)، [الرفع حملًا على اللفظ، والنصب حملًا على المحل،


(١) تبدل التاء من الواو باطراد في الافتعال وما تصرف منه إذا كانت فاؤه واوًا نحو: اتعد، والسبب في هذا القلب: أنهم لو لم يفعلوا ذلك لوجب أن يقلبوها ياء إذا انكسر ما قبلها فيقولوا: ايتعد، وإذا انضم ما قبلها ردت للواو فيقولون: موتعد، وإذا انفتح ما قبلها قلبت ألفًا فيقولون ياتعد، فأبدلوا منها التاء؛ لأنها حرف جلد لا يتغير لما قبله، وهي مع ذلك قريبة المخرج من الواو؛ لأنها من أصول الثنايا والواو من الشفة، ومن العرب من يجريها على القلب ولا يبدلها تاء. ينظر الممتع (١/ ٣٨٦، ٣٨٧).
(٢) توضيح المقاصد (٦/ ٥٨)، وأوضح المسالك (٤/ ٤٠١).
(٣) البيتان من بحر الرجز المشطور، وهما من أبيات خمسة منسوبة لرؤبة، وبعدهما قوله:
فإن يكن سوائق الحمام .... ساقتهم للبلد الشآم
فبالسلام تمت السلام
ديوان رؤبة (١٨٣)، وانظر بيت الشاهد في سر الصناعة (٤٢٢)، وشرح التصريح (٢/ ٣٩٢)، وشرح شافية ابن الحاجب (٣/ ١٦)، وشرح شواهدها (٤٥٥)، وابن يعيش (١٠/ ٣٣، ٣٥).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٥) قوله: "الوجهان" ليس بصحيح، فتابع المنادى المضاف ليس فيه إلا النصب، وأما ذو الوجهين فهو المفرد.

<<  <  ج: ص:  >  >>