للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعنى: أن ثبوت الركب في وادي السباع أقل من ثبوته في غيره من الأودية، والضمير في: "به" يرجع إلى الوادي.

قوله: "أتوه": جملة فعلية في موضع رفع صفة لركب، قوله: "تئية": نصب على أنه صفة لمصدر محذوف؛ أي إتيانًا تئية، أي: مكثًا وتلبثًا كما ذكرنا، ويجوز أن يكون نصبًا على المصدرية لأنه التئية مصدر، ولأن التلبث نوع من الإتيان، وقيل نصب على الحال؛ أي: أتوه متوقفين، أو ماكثين.

قوله: "وأخوف": عطف على قوله: "أقل" أو على: "تئية" إن جعلت حالًا، قوله: "إلا": استثناء مفرغ؛ أي: في كل وقت إلا وقت وقاية الله ساريًا، و "وقى": فعل، و"الله": فاعله، و"ساريًا" مفعوله.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أقل به ركب" حيث رفع أفعل التفضيل الذي هو أقل الاسم الظاهر الذي هو ركب لكونه قد ولي النفي ومرفوعه أجنبي، وذلك كما في قولك: ما رأيت رجلًا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد، وأصل التركيب: ولا أرى واديًا أقل به ركب أتوه منه بوادي السباع (١).

الشاهد الرابع بعد الثمانمائة (٢)، (٣)

دَنَوْتِ وَقَدْ خِلْنَاكِ كَالْبَدْرِ أَجْمَلا … فَظَلَّ فُؤَادِي فِي هَوَاكِ مُضَلَّلَا

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطويل.

قوله: "دنوت" من الدنو [وهو القرب] (٤) قوله: "خلناك" أي: ظنناك.


(١) قال ابن مالك: "وقد يستغنى عن المفضول للعلم به ولا يقام مقامه شيء كقولك: ما رأيت كزيد رجلًا أبغض إليه الشر، والأصل: ما رأيت كزيد رجلًا أبغض إليه الشر منه إليه، فحذف "إليه" للعلم به، ثم أنشد البيتين، وقال: "فركب مرفوع بأقل كارتفاع الشر بأبغض، والأصل: ولا أرى واديًا أقل به ركب منه بوادي السباع، فحذف المفضول للعلم به ولم يقم مقامه شيء" ثم قال: "وقد يستغنى عن تقدير مضاف في: ما رأيت أحدًا أحسن في عينه الكحل من زيد بأن يقال: إن تقديره: ما رأيت أحدًا أحسن بالكحل من زيد، فأدخلوا "من" على زيد مع ارتفاع الكحل على أحد إدخالها عليه مع جره لأن المعنى واحد، وهذا وجه حسن لا تكلف فيه". ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٦٦).
(٢) أوضح المسالك (٣/ ٢٩٠)، وشرح ابن عقيل (٣/ ١٧٧)، والبيت موضعه بياض في (أ).
(٣) البيت من بحر الطويل، وهو في الغزل، لقائل مجهول، وانظره في شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٥٧)، وشرح الأشموني (٣/ ٣٥)، والمساعد (٢/ ١٧٢)، وشرح التصريح (٢/ ١٠٣).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>