للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "عرفنا جعفرًا" جملة من الفعل والفاعل والمفعول، قوله: "وبني أبيه" عطف على "جعفرًا" أي: وعرفنا بني أبي، و "أنكرنا زعانف" عطف على عرفنا، قوله: "آخرين" مجرور بالإضافة.

الاستشهاد فيه:

[في آخرين] (١) فإنَّه كسر النون فيه، ونون الجمع لا تكسر، وذلك لأنَّ نون الجمع حقها الفتح، وقد تكسر للضرورة لأجل أخواتها؛ كما أن حق نون التثنية أن تكسر وأن تفتح للضرورة على ما ذكرنا.

ويقال: إن كسر نون الجمع ليسر بضرورة، وإنَّما هو لغة قوم بني الشاعر كلامه على هذه اللغة (٢).

الشاهد الثالث والثلاثون (٣)، (٤)

أَكُلُّ الدَّهْر حِلٌّ وارتحال … أما يُبقي عَلَيَّ ولا يَقيني

وماذا يبتغي الشعراء مني … وقد جاوزت حد الأربعيِن

أقول: قائله هو سحيم بن وثيل الرياحي (٥)، وكان عبدًا حبشيًّا، كان عبد بني الحسحاس (٦)، وكان فصيحًا بليغًا، وكان قد اتهم ببنت مولاه فقتله هذا، فيما قاله الجوهري، وابن سلام في طبقاته (٧).


(١) ما بين المعقوفين سقط في النسخة (أ) وزدته لبيان موطن الشاهد.
(٢) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٨٥، ٨٦)، وتوضيح المقاصد (١/ ٩٩)، فقد جزم المرادي على أنها ليست لغة، وينظر الخزانة (٨/ ٩٥٦)، والدرر (١/ ١٤٠)، والتصريح (١/ ٧٩).
(٣) ابن الناظم (١٧)، وشرح ابن عقيل (١/ ٦٨)، والبيتان في ديوان جرير (٤٣٧).
(٤) الأبيات من قصيدة من بحر الوافر، اختلف في نسبها إلى قائلها بين: سحيم، وأبي زبيد الطَّائي، والمثقب العبدي، على ما ذكر الشارح، وانظر بيت الشاهد في خزانة الأدب (٨/ ٦١، ٦٢، ٦٥، ٦٧، ٦٨)، والدرر (١/ ١٤٠)، وابن يَعيش (٥/ ١١)، وسر الصناعة (٦٢٧)، وشرح التصريح (١/ ٧٧)، والبيت السابق للشاهد مذكور في ديوان جرير (٤٣٧)، وقيل: أن البيت الأول للمثقب العبدي، وهو في ديوانه (١٩٨)، وانظره في اللسان، مادة: "حلل"، وأمَّا البيت الثَّاني فهو لسحيم بن وثيل في شرح التصريح (١/ ٧٦، ٧٩).
(٥) شاعر مخضرم عاش في الجاهلية أربعين سنة، وفي الإِسلام ستين سنة، له أخبار مع زياد بن أبيه، ومفاخرات مع والد الفرزدق، الخزانة (١/ ٢٦٥).
(٦) خلط العيني في الترجمة بين سحيم بن وثيل، وسحيم عبد بني الحسحاس.
(٧) طبقات الشعراء (٧١)، دار الكتب العلمية، بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>