للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الأصمعي: هذا الشعر لأبي زبيد الطَّائي (١)، ويقال: البيت الأول للمثقَّب العبدي (٢) واسمه: عائدٌ بن محصن بن ثعلبة، والمثقب بتشديد القاف المفتوحة، ويقال بالمكسورة، والبيت الأول من قصيدة أولها قوله (٣):

١ - أَفَاطِمَ قَبلَ بَينكِ مَتِّعِيني … وَمَنْعُكِ مَا سَأَلْتُ كَأَنْ تَبينِي

٢ - فلا تَعدِي مواعد كاذباتٍ … تَمرُّ بها رياحُ الصَّيْف دُوني

٣ - فإني لو تُخَالِفُني شمالي … خلافك ما وصلت بها يميني

٤ - إذن لَقَطَعْتُهَا ولَقُلْتُ بيني … كذلك أجْتَوى مَنْ يَجْتَويني

٥ - إذا ما قمتُ أرْحَلُهَا بليلٍ … تَأَوَّهَ آهَةَ الرجلِ الحَزِين

٦ - تقول إذا دَرَأْتُ لَهَا وَضيني … أهَذَا دِينُهُ أبدًا وديني

٧ - أكلُّ الدهر حِلٌّ وارتِحَالٌ … أما يُبقِي عَلَيّ ولا يَقيني

٨ - فإما أن تكَون أخِي بصْدقٍ … فَأَعرفُ منك غَثّي من سميني

٩ - وإلا فاطْرَحْني واتَخِذْنِي … عَدُوًّا أتَّقيكَ وَتَتَّقيني

١٠ - فما أدري إذا يمَّمْتُ أرضًا … أريد الخير أيهما يليني

١١ - أألخير الذي أنا أبتغيه … أم الشر الذي هو يبتغيني

١٢ - فلو أنَّا على حجر ذُبحْنَا … جرى الدَّمَيَانِ بالخبر اليقين

١٣ - دعني ماذا علمت سأتَّقيهِ … ولكن بالمغيَّبِ أنْبئيني

والبيت الثَّاني لسحيم وقبله (٤):

١ - أنا ابن جلا وطلاع الثَّنايا … متى أضع العمامة تعرفوني

وبعدهما قوله:

٣ - أخو خمسين مجتمع أشدي … ونَجَّدَني مداورة الشؤون

وهذه الأبيات الثلاثة تمثل بها الحجاج (٥) على منبر الكوفة يوم دخلها، ويقال: إن الأبيات التي


(١) نسب العيني هذا القول إلى الأصمعي مع أن الأصمعي أول من ذكر القصيدة في الأصمعيات ونسبها إلى سحيم بن وثيل، ولم يتشكك في نسبتها، الأصمعيات: رقم (١) (١٧).
(٢) شاعر جاهلي تردد على عمرو بن هند ومدحه، وتوفي سنة (٥٨٧ م).
(٣) ينظر المفضليات، اختيار الضبي الكوفيِّ (١٦٢)، المفضلية رقم (٧٦).
(٤) قال البغدادي في الخزانة في قائل هذه القصيدة (١/ ٢٦٧): ما أورده العيني مجموع من شعر شعراء ثلاثة.
(٥) الحجاج بن يوسف الثَّقفيّ، وجه حضاري في تاريخ الإسلام لهزاع بن عيد الشّمّري (٢٤) ط. ثانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>