للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه:

في قوله: "واقيًا" فإنه حال من قوله: "من موت" وهو نكرة، وقد علم أن من الواجب تعريف ذي الحال، ولكن المسوغ هاهنا هو كون ذي الحال بعد النفي، ونظيره قوله تعالى: ﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إلا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ﴾ [الحجر: ٤]، فإن قوله: ﴿كِتَابٌ مَعْلُومٌ﴾ [الحجر: ٤] جملة في موضع الحال من قرية، والمسوغ لذلك وقوعها بعد النفي. فافهم (١).

الشاهد الحادي والثلاثون بعد الخمسمائة (٢)، (٣)

لَقِيَ ابْنِي أَخَوَيْهِ خَائفًا … مُنْجِدَيْه فَأَصَابُوا مَغْنَمًا

أقول: قائله مجهول، وهو من الرمل (٤).

قوله: "منجديه": تثنية منجد؛ من أنجده إذا أعانه وأنقذه، واستنجد فلان إذا طلب النجدة، واستنجد -أيضًا- إذا قوي بعد ضعف، واستنجد عليه إذا اجترأ عليه بعد هيبة، قوله: "فأصابوا مغنمًا" أي: نالوا غنيمة، والمغنم -بفتح الميم بمعنى الغنيمة، ويقال: غنم القوم غنمًا بالضم.

الإعراب:

قوله: "لقي": فعل ماض، و"ابني": كلام إضافي فاعله، وقوله: "أخويه": مفعول، والضمير فيه يرجع إلى الابن، قوله: "خائفًا": حال من ابني، و"منجديه": حال من أخويه، والعامل في الحالين هو قوله: "لقي"، قوله: "فأصابوا" جملة من الفعل والفاعل، وهو الضمير المستتر الَّذي يرجع إلى الابن والأخوين، و"مغنمًا" بالنصب مفعوله.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "خائفًا منجديه" حيث وقع خائفًا حالًا من ابني، ومنجديه من أخويه كما ذكرنا، وهذا مثال لتعدد الحال مع تعدد ذي الحال؛ كما في قولك: لقيت هندًا مصعدًا منحدرة (٥).


(١) ينظر مسوغات مجيء صاحب الحال نكرة في شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٣٣٢).
(٢) شرح ابن عقيل (٢/ ٢٧٤).
(٣) البيت من بحر الرمل وهو بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ (٤٦٢)، وشرح الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ١٨٤).
(٤) في (أ، ب): من المديد، والصحيح أنه من الرمل.
(٥) ينظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (١٨٤)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٣٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>