للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه:

في قوله: "المنا" فإن أصله: المنازل؛ كما ذكرنا، وحذف منه الزاي واللام، وهو حذف قبيح (١).

الشاهد السادس والأربعون بعد التسعمائة (٢)، (٣)

......................... … إلى أُمّا ويُرْوينِي النَّقِيعُ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وصدره (٤):

أُطَوِّفُ ما أُطَوَّفُ ثُمَّ آوي … ...................................

وهو من الوافر.

قوله: "أطوف": من طوف تطويفًا وتطوافًا، والتشديد فيه للتكثير، ومعناه: أكثر من الديوان والطواف، قوله: "ثم آوي": من أوى الإنسان إلى منزله يأوى أويًّا، قوله: "النقيع" بفتح النون وكسر القاف وهو اللبن المحض يبرد.

الإعراب:

قوله: "أطوف": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "ما أطوف" كلمة ما مصدرية، والمعنى: أطوف الطواف الكثير، وهو من المصادر السادة مسد الظروف؛ كأنه قال: مدة طوافي، قوله: "ثم آوي": جملة من الفعل والفاعل عطف على قوله: "أطوف"، وقوله: "إلى" يتعلق بقوله: آوي، و"يرويني": جملة من الفعل والمفعول، و"النقيع": فاعله، والجملة حال مقدرة.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "إلى أُمّا" إذ أصله: أمي، فقلبت الياء ألفًا، ومنه ما أجازه المازني من قوله: قام غلاما، أصله: غلامي (٥).


(١) ينظر شرح التصريح بمضمون التوضيح (٢/ ١٨٠).
(٢) توضيح المقاصد (٣/ ٣٠٨).
(٣) البيت من بحر الوافر، وقد نسب لنقيع بن جرموز جاهلي من عبد شمس، المؤتلف والمختلف (٢٥٧) والبيت في شرح عمدة الحافظ (٥١٢)، واللسان: "نقع"، والمقرب (١/ ٢١٧)، والهمع (٢/ ٥٣)، ونوادر أبي زيد (١٩)، والدرر (٥/ ٤٥)، وينظر المعجم المفصل (٥٤٦).
(٤) شرح عمدة الحافظ (٥١٢).
(٥) قال ابن يعيش: "متى أضافوا المنادى إلى ياء النفس ففيه لغات ....... اللغة الرابعة: أن تبدل من الياء ألفًا؛ لأنها أخف، وذلك أنهم استثقلوا الياء وقبلها كسرة فيما كثر استعماله وهو النداء فأبدلوا من الكسرة فتحة، وكانت الياء متحركة فانقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فقالوا: يا غلاما ويا زيدًا في: يا غلامي، ويا زيدي" ينظر ابن يعيش (٢/ ١١)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>