للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "حبيك": مصدر مضاف إلى مفعوله، وهو ياء المتكلم، والكاف فاعله، والتقدير: حبك إياي، والجملة في محل الرفع؛ لأنها اسم كان (١)، وقوله: "لئن كان حُبِّيْك" هكذا رأيته قد ضبطه أبو حيان بيده (٢)، وعند غيره: "لئن كان حبك لي كاذبًا" بدون ضمير المتكلم، فالتقدير فيه: إن كان حبك إياي كاذبًا لقد كان حبي إياك حقًّا يقينًا، ويكون الاستشهاد في الشطر الثاني فقط، وعلى قول أبي حيان في الشطرين جميعًا.

قوله: "لقد كان" قد قلنا: إنه جواب الشرط؛ ولذلك دخلت اللام فيه للتأكيد (٣)، و "قد" للتحقيق، وكان -أيضًا- ناقصة، وقوله: "حبيك": مصدر مضاف إلى فاعله، وهو الياء والكاف مفعوله، والتقدير: حبي إياك، والجملة اسم كان، وخبره قوله: "حقًّا"، ومعناه: ثابتًا محققًا.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لئن كان حبيك" حيث أتى بالاتصال عند اجتماع الضميرين، مع أن الفصل أرجح، وكان ينبغي أن يقال: حبي إياك، ولكن أتى بالاتصال للضرورة، والأصح أن هذا غير مخصوص بالضرورة، فافهم (٤).

الشاهد الثالث والخمسون (٥)، (٦)

أَخِي حَسِبْتُكَ إِيَاهُ وَقَدْ مُلِئَتْ … أَرْجَاءُ صَدْرِكَ بالأَضْغَانِ والإِحَنِ

أقول: هذا من البسيط، وفيه الخبن.

قوله: "أرجاء صدرك" أي نواحي صدرك، وهو جمع رَجَى غير مهموز بوزن عصى، قال الجوهري: الرجا مقصور: ناحية البئر وحافتاها، وكل ناحية رجا، يقال: منه أرجيت البئر، والرجوان حافتا البئر (٧)، و "الإضغان": جمع ضِغن بكسر الضاد على وزن عِلْم، وهو الحقد، وقد


(١) ليس المصدر وما أضيف إليه جملة، والجملة لا تكون اسمًا لكان؛ كما أنها لا تكون مبتدأ.
(٢) التذييل والتكميل (٢/ ٢٣٧).
(٣) جعله هذا الجواب للشرط لا يجوز، بل هو جواب القسم المحذوف؛ لأن جواب الشرط لا يقترن باللام.
(٤) يجوز الاتصال والانفصال في خبر كان إذا كان ضميرًا، واختلف في المختار منهما، فاختار سيبويه الانفصال، واختار ابن مالك الاتصال، ولم يصرح سيبويه بأن الاتصال ضرورة. راجع: الكتاب (٢/ ٣٥٨).
(٥) ابن الناظم (٢٤)، وأوضح المسالك (١/ ٧١).
(٦) البيت من بحر البسيط، غير منسوب في مراجعه، وانظره في شرح الأشموني بحاشية الصبان (١/ ١١٩)، وشرح التصريح (١/ ١٠٧)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (١٠٣٠).
(٧) الصحاح، مادة: "رجا".

<<  <  ج: ص:  >  >>