للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضغن عليه بالكسر ضغنًا، وتضاغن القوم إذا انطووا على الأحقاد، و "الإحن" بكسر الهمزة وفتح الحاء المهملة؛ جمع إحنة وهي الحقد، وقد أحنيت عليه بالكسر والمؤاحنة؛ المعاداة.

الإعراب:

قوله: "أخي": منادى حذف حرف النداء منه، وأصله: يا أخي (١)، وقوله: "حسبتك" جملة من الفعل، والفاعل وهو التاء، والمفعول وهو الكاف، وقوله: "إياه" مفعول ثان لحسبت، وقوله: "قد ملئت … إلخ" جملة وقعت حالًا، و "أرجاء صدرك" كلام إضافي مفعول لقوله "ملئت" ناب عن الفاعل، والباء في: "بالأضغان" يتعلق بمُلِئَتْ، قوله: "والإحن" عطف عليه تقديره: وبالإحن.

الاستشهاد فيه:

في فصل الضمير في قوله: "حسبتك إياه" حيث لم يقل حسبتكه، والجمهور اختاروا فيه الانفصال نظرًا إلى أنه خبر في الأصل (٢)، واختار جماعة (٣) منهم ابن مالك الاتصال لكونه أخصر، هذا الذي اختاره ابن مالك في كتابه الألفية (٤)، وأما الذي اختاره في التسهيل فهو الانفصال (٥)، ونص سيبويه على أن الانفصال هو الوجه، قال سيبويه وتقول: حسبتك إياه، وحسبتني إياه؛ لأن حسبتنيه وحسبتكه قليل في كلامهم (٦).


(١) قال الدنوشري: أعرب العيني (أخي): منادى حذف منه حرف النداء، وليس بصواب ولا يستقيم عليه المعنى، وكيف يناديه الأخوة وهو يخبر أن نواحي صدره ملئت بالأضغان والإحن؟. التصريح - حاشية يس (١/ ١٠٧).
(٢) وقوع ثاني ضميرين منصوبين بفعل ناسخ، اختار الجمهور فيه الانفصال، وهو قول سيبويه، ووجهه أن الضمير خبر في الأصل، وحق الخبر الانفصال، وبه قال ابن مالك في التسهيل. ينظر توضيح المقاصد (١/ ١٤٤، ١٤٥).
(٣) الرماني وابن الطراوة. ينظر توضيح المقاصد (١/ ١٤٥).
(٤) قال ابن مالك:
وصل أو افصل هاء سلنيه وما … أشبهه في كنته الخلف انتمى
كذاك خلتنيه واتصالًا … أختار غير اختار الانفصالا
(٥) قال ابن مالك: "ويختار اتصال نحو هاء أعطيتكه، وانفصال الآخر من نحو فراقيها ومنعُكَها وخلتُكَه". ينظر تسهيل الفوائد (٢٧)، وقال: "وغذا كان الضمير كهاء خلتكه في كونه ثاني مفعولي أحد أفعال القلوب، فالانفصال به أولى؛ لأنه خبر مبتدأ في الأصل، وقد حجزه عن الفعل منصوب آخر". شرح التسهيل لابن مالك (١/ ١٥٤).
(٦) قال سيبويه: "وتقول حسبتك إياه، وحسبتني إياه؛ لأن حسبتنيه وحسبتكه قليل في كلامهم؛ وذلك لأن حسبت بمنزلة كان … ". الكتاب لسيبويه (٢/ ٣٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>