الأول: وقوع المستغاث موقع الضمير الَّذي تفتح لام الجر معه؛ إذ هو منادى، والمنادى وقع موقع ضمير الخطاب، وضمير الخطاب تفتح لام الجر معه نحو: لك. الثاني: للفرق بينه وبين المستغاث له وذلك لأنه قد يلي "يا" ما هو مستغاث له والمستغاث محذوف نحو: يا للمظلوم، ويا للضعيف، أي: يا للقوم للمظلوم، ويا للقوم للضعيف، فلو كانت لام المستغاث مكسورة لالتبس المستغاث له بالمستغاث. الثالث: لأن الفعل لا يظهر معها؛ إذ حرف النداء بدل من اللفظ به ويظهر مع لام المستغاث له. ينظر أسرار النداء (١٥٤، ١٥٥). وفي هذا يقول الزجاجي: "واعلم أن أصل هذك اللامين الكسر؛ لأنهما اللام الخافضة في قولك: لزيد ولعمرو، وإنما فتحت لام المستغاث به فرقًا بينها وبين لام المستغاث من أجله، وكانت لام المستغاث من أجله أولى بالكسر ولأن تبقى على بابها؛ لأن المستغاث من أجله يجر إليه المستغاث ويطلب من أجله، ولم يجعل الفصل بينهما بالضم لتآخي الكسر والفتح وبُعد الضم منهما؛ لأن الضم أثقل الحركات، والفتح والكسر متآخيان .... " اللامات (٨٨، ٨٩). (٢) ابن الناظم (٢٢٨). (٣) البيت من بحر البسيط، مجهول القائل، وهو بلا نسبة في الكتاب (٢/ ٢١٩)، وأمالي ابن الحاجب (٤٤٨)، والإنصاف (١١٨)، والجنى الداني (٣٥٩)، والمغني (٣٧٣)، والهمع (١/ ١٧٤)، والدرر (٣/ ٢٥)، والخزانة (١١/ ١٩٧). (٤) الكتاب (٢/ ٢١٩).