اللخمي في كتاب شرح أبيات الجمل: هذا البيت لقيس بن ذريح، وكذا قال النحاس في شرح أبيات الكتاب.
وهو من قصيدة طويلة من الوافر، قالها لما فراقته زوجته لبنى وخرج متوجهًا نحو الطريق الَّذي سلكته يتشمم روائحها، فسنحت له ظبية فقصدها فهربت، فقال:
١ - أَلَا يَا شِبْهَ لبنى لَا تُرَاعِي … وَلَا تَتَيَمَّمِي قَلَلَ القِلَاعِ
٢ - فَوَاكَبدِي وَعَاوَدَنِي رَدَاعِي … وكان فِرَاقُ لُبْنَى كَالخِدَاع
٣ - تكنفني الوشاة ............ … ......................... إلخ
٤ - فَأَصْبَحْتُ الغَدَاةَ أَلُومُ نَفْسِي … عَلَى شَيْءٍ ولَيْسَ بِمُسْتَطَاع
٥ - بدَارٍ مَضِيعَةٍ تَرَكَتْكَ لُبْنَى … كَذَاكَ الحِينُ يُهْدَى للْمُضَاعِ
٦ - كَمَغْبُونٍ يَعُضُّ عَلَى يَدَيْهِ … تَبَيَّنَ غَبْنُهُ بَعْدَ البَياعِ
٧ - وَقَدْ عِشنَا نَلَذُّ العَيشَ حِينًا … لَوْ أَنَّ الدَّهْرَ للإنْسَانِ رَاعِي
٨ - ولَكِنَّ الجَمِيعَ إلَى افْترَاقٍ … وَأَسْبَابُ الحُتُوفِ لَهَا دَوَاعِي
وهو من الوافر.
٣ - قوله: "تكنفني" يعني: أحاطوا لي، والكنف الجانب، و"الوشاة" بضم الواو؛ جمع واشٍ وهو النمام، وأصله من الوشي وهو التزيين، والنمام لما كان يزن الباطل سمي به.
قوله: "أزعجوني" أي: روعوني وأوعدوني من الوعيد وهو التهديد والتخويف، وإنما يعني أبويه؛ لأنهما أمراه بطلاق زوجته.
قوله: "فيا لله" وفي أكثر الروايات: فيا للناس يدعوهم ويستغيث بهم لشر هذا الواشي المطاع الَّذي قد أطاعه فيما أمره به من طلاقها، وجعله مطاعًا لكونه أباه وأمه، ولو كان غيرهما لم يطعه، والألف واللام في الواشي للجنس، والدليل على ذلك قوله: "تكنفني الوشاة".
الإعراب:
قوله: "تكنفني": جملة من الفعل والمفعول، و"الوشاة": فاعله، قوله: "فأزعجوني" جملة من الفعل والفاعل والمفعول معطوفة على ما قبلها.
قوله: "فيا" الفاء رابطة، و"يا" حرف نداء، و"لله": المنادى، واللام فيه مفتوحة لأن، مستغاث به، و"للواشي": جار ومجرور، واللام لام المستغاث من أجله، و"المطاع" صفته