للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جملة من الفعل والفاعل، وهو أنت المستكن فيه، وهو أمر من التشمير، قوله: "ولا تزل": نهي من زال يزال، واسمه مستكن فيه، وخبره قوله: "ذاكر الموت"، قوله: "فنسيانه": مبتدأ، و "ضلال": خبره، و "مبين": صفته، والفاء للتعليل.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ولا تزل" فإنه أجرى فيه "زال" مجرى كان لتقدم شبه النفي وهو النهي، وقد عُلِمَ أن زال وأخواتها لا تفارق أداة النفي في حال نقصانها إما ملفوظًا بها وإما مقدرة (١).

الشاهد الثاني والتسعون بعد المائة (٢)، (٣)

ببَذْلٍ وَحِلمٍ سَادَ فِي قَومِهِ الْفَتَى … وَكَوْنكَ إِياه عَلَيكَ يَسِيرُ

أقول: لم أقف على اسم قائله.

وهو من الطويل.

قوله: "ببذل" البذل- بالباء الموحدة والذال المعجمة وهو العطاء، قوله: "ساد": من السيادة، قوله: "إياه" الضمير فيه يرجع إلى الفتى، وكذا في قوله: "في قومه" لأنه وإن كان متأخرًا لفظًا فهو متقدم رتبة، ونطره قوله تعالى: ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾ [طه: ٦٧]، وقد تكلف بعضهم فقال: الضمير في قوله: "إياه" يرجع إلى ما ذكر من البذل والحلم.

والمعنى: إن الرجل يسود قومه ببذل المال والحلم، وهو يسير عليك إذا أردت أن تكون مثله.

الإعراب:

قوله: "ببذل" جار ومجرور يتعلق بقوله: "ساد"، وقوله: "وحلم": عطف عليه، قوله: "ساد" فعل ماضٍ، و "الفتى" فاعله، و "في قومه": يتعلق [بقوله] (٤) ساد، قوله: "وكونك": مصدر مضاف إلى فاعله مرفوع بالابتداء، وخبره قوله: "يسير" وقوله: "إياه" خبر الكون، والكاف مرفوعة المحل لأنها اسم الكون، وجاء الخبر هنا منفصلًا؛ لأنه في الأصل خبر المبتدأ مع أن


(١) قال الزمخشري: "والتي في أوائلها الحرف النافي في معنى واحد وهو استمرار الفعل بفاعله في زمانه … وتجيء محذوفًا منها حرف النفي .. " المفصل (٢٦٧) ط. دار الجيل بيروت، وشرح ابن يعيش (٧/ ١٠٧) وما بعدها.
(٢) ابن الناظم (٥٢)، وتوضيح المقاصد للمرادي (١/ ٣٠٣)، وأوضح المسالك لابن هشام (١/ ٢٣٩)، وشرح ابن عقيل على الألفية (١/ ٢٧٠).
(٣) البيت من بحر الطويل لقائل مجهول وهو في تخليص الشواهد (٢٣٣)، والدرر (٥٦١١)، والتصريح (١/ ١٨٧)، والمعجم المفصل في شرح شواهد النحو الشعرية (٣٩٤).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>