للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه:

في قوله: "من حنين الأباعر" فإن الأخفش احتج به على زيادة [من] (١) في الإيجاب، والمعنى: يكثر فيه حنين الأباعر، فيكون قوله: "حنين الأباعر" كلامًا إضافيًّا وقع فاعلًا لقوله: و"يكثر [فيه"] (٢).

وأجيب عن هذا بأن "من" هاهنا لبيان الجنس، ومتعلقه محذوف، وهو في موضع النصب على الحال من الضمير الذي في: "يكثر" وهو ضمير ما دل عليه العطف على يظل به الحرباء، ويكون تقدير الكلام: ويكثر فيه شيء آخر من حنين الأباعر.

قلت: هذا لا يخلو عن تعسف، والظاهر مع الأخفش فليتأمل (٣).

الشاهد الثامن والستون بعد الخمسمائة (٤)، (٥)

جَارِيَةٌ لم تَأكلِ المُرَقَّقَا … ولم تَذُقْ مِن البُقُولِ الفُستَقَا

أقول: قائله هو أبو نخيلة بالنون والخاء المعجمة، واسمه: يعمر بن حزن بن زائدة بن لقيط بن هدم بن أبزى بن ظالم بن محاسن بن حمار، وحمار هو عبد العزى بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، شاعر محسن متقدم في القصيد والرجز.

قوله: "المرققا" هو الرغيف الواسع الرقيق، وفي الحديث أنه : "ما أكل مرققًا حتى لقي الله" (٦).

الإعراب:

قوله: "جارية": خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هي جارية، وقوله: "لم تأكل المرققا": جملة


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٣) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ١٣٩)، وشرح الأشموني وحاشية الصبان (٢/ ٢١٢).
(٤) ابن الناظم (١٤٢)، وشرح ابن عقيل (٣/ ١٨) "صبيح".
(٥) بيتان من بحر الرجز المشطور، نسبهما الشارح إلى أبي نخيلة، والبيت الثاني منهما في ملحقات ديوان رؤبة (١٨٠)، والشاهد كله في مغني اللبيب (٣٢٠)، وشرح شواهد المغني (٣٣١، ٧٣٥) واللسان: "سكف، فستق، بقل"، والجنى الداني (٣١١).
(٦) حديثان في البخاري، باب الخبز المرقق والأكل على الخوان والسفرة، الأول رقم (٥٠٧٠) بلفظ: "ما أكل النبي خبزًا مرققًا ولا شاة مسموطة حتى لقي الله" والثاني رقم (٥٠٧١) بلفظ: عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: "ما علمت النبي أكل على سكرجة قط ولا خبز له مرقق قط" ولا أكل على خوان قط قيل لقتادة فعلى ما كانوا يأكلون؟ قال: "على السفر".

<<  <  ج: ص:  >  >>