للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: في قوله: "أبتا" حيث جمع فيه بين العوض والمعوض؛ لأن الألف والتاء عوضان عن ياء المتكلم كما ذكرنا، وهذا هو محل الاستشهاد هاهنا (١).

الشاهد الثاني والخمسون بعد التسعمائة (٢)، (٣)

.......................... … كَأَنَّكَ فِينَا يَا أَبَاتِ غَرِيبُ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وصدره:

تقولُ ابْنَتِي لَمَّا رَأَتنِي شَاحِبًا … ................................

وهو من الطويل.

قوله: "شاحبًا" بالشين المعجمة والحاء المهملة والباء المعجمة، من شحب لونه يشحب إذا تغير وهو شاحب، وكذا فسره ابن فارس ثم أنشد البيت المذكور (٤).

الإعراب:

قوله: "تقول": فعل، و"ابنتي": كلام إضافي فاعله، قوله: "لما": ظرف بمعنى حين، و"رأتني": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، و"شاحبًا": مفعول ثان، قوله: "كأنك إلى آخره": مقول القول، وكأن للتشبيه، والكاف اسمه، قوله: "غريب": خبره، وقوله: "فينا" يتعلق بقوله: "غريب".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "يا أبات" حيث زاد فيه التاء؛ لأن أصله: يا أبا بالقصر، ولو لم يُعَوِّض لقال:


(١) قال الأشموني (٣/ ١٥٨): "منع الجمع بين التاء والياء لأنها عوض عنها، وبين التاء والألف لأن الألف بدل من الياء … وكذا قوله (البيت) وهو أهون من الجمع بين التاء والياء لذهاب صورة المعوض عنه، وقال في شرح الكافية: الألف فيه هي الألف التي يوصل بها آخر المنادى إذا كان بعيدًا أو مستغاثًا به أو مندوبًا وليست بدلًا من ياء المتكلم، وجوَّز الشارح الأمرين". ينظر شرح الأشموني (٣/ ١٥٨)، وشرح الكافية الشافية لابن مالك (١٣٢٧)، والتعويض وأثره في الدراسات النحوية واللغوية د. عبد الرحمن علي إسماعيل (٨٩)، وشرح التصريح بمضمون التوضيح (٢/ ١٧٨).
(٢) توضيح المقاصد (٣/ ٣١٩).
(٣) عجز بيت من بحر الطويل، ذكر الشارح صدره، وهو البيت لأبي الحدرجان في نوادر أبي زيد (٢٣٩)، والخصائص (١/ ٣٤٠)، والدرر (١/ ٢٣٣)، واللسان مادة: "أبي"، والهمع (٢/ ١٥٧)، وشرح التسهيل للمرادي (٣٧)، تحقيق: عبد الهادي سليمان، والتصريح (٢/ ١٨٧)، وتعليق الفرائد (٢/ ٥٣٨).
(٤) ينظر نصه في معجم مقاييس اللغة لابن فارس (٣/ ٢٥٢)، بتحقيق: هارون، وللفعل: "شحب" بابان (فتح وكسر)، والخصائص (١/ ٣٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>