للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو من قصيدة [من الكامل] (١) يمدح بها بني أمية ويصفهم بالفضائل والخصائل المحمودة.

ويروى: إن الخلافة والمروءة فيهم، وهي الرواية الصحيحة، والمراد "بالمروءة" الخصال المحمودة التي يكمل المرء بها، وهي في الأصل مصدر مَرُؤ الرَّجل مروءة، ويجوز تخفيفها بالإبدال والإدغام، و"النُّبُوّة": فعولة من النبأ وهو الخبر، والأكثر ترك همزة، و"السادة": جمع سائد؛ كالقادة جمع قائد، و"الذادة": جمع ذائد، و"الأطهار": جمع طُهر، يقال: رجل طُهر مثل رجل عدل للمبالغة، أو جمع طاهر كالأصحاب جمع صاحب، والأول أصح.

الإعراب:

قوله: "النبوة": اسم إن، و"الخلافة": عطف عَلَيهِ، قوله: "فيهم": خبر إن؛ أي: كائنتان فيهم، قوله: "والمكرمات" بالرفع طف على محل النبوة؛ لأنه في الأصل مرفوع على الابتداء وهذا عند من جوز ذلك.

الاستشهاد فيه:

حيث رفع المكرمات عطفًا على محل اسم إن نحو: إن؛ زيدًا في الدار وعمرو، تقديره: [وعمرو] (٢) كذلك، ويقال: المكرمات مرفوع على الابتداء، والخبر محذوف، والتقدير: وفيهم المكرمات؛ كما حذف المبتدأ في قوله: "وسادة أطهار" أي: وهم سادة أطهار، فقوله: "سادة": خبر، "وأطهار": صفته.

وقد قيل: إن المكرمات معطوف على المستتر في الظرف، وفيه ضعفى لا يخفى (٣).

الشاهد الحادي والثمانون بعد المائتين (٤)، (٥)

فمن يكُ لم يُنْجبْ أَبُوهُ وَأُمُّهُ … فإن لنا الأمَّ النَّجِيبَةَ والأبُ

أقول: هذا أنشده أبو علي وغيره ولم يعزه إلى أحد.


(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) قال ابن مالك في مثل هذا الموضع: والذي لا يستغني عن التنبيه رفع المعطوف وهو على ضربين: أحدهما مشترك فيه وهو العطف على الضمير المرفوع بالخبر، والثاني: العطف على معنى الابتداء وهو عند البصريين مخصوص بإن ولكن ومشروط بتمام الجملة قبله، ثم ذكر بيت الشاهد والذي بعده. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٤٨).
(٤) ابن الناظم (٦٧)، أوضح المسالك لابن هشام (١/ ٣٥٣).
(٥) البيت من بحر الطَّويل غير منسوب في مراجعه، وهو في تخليص الشواهد (٣٧٠)، والدرر (٦/ ١٧٩)، والتصريح (١/ ٢٢٧)، والهمع (٢/ ١٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>