للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد التسعون بعد الثمانمائة (١) , (٢)

تَرَاهُ كَأنَّ الله يَجْدَعُ أَنْفَهُ … وَعَينَيهِ إِنْ مَوْلَاهُ ثَابَ لَهُ وَفْرُ

أقول: قائله هو الزبرقان بن بدر؛ قاله كراع، [ونسبه الجاحظ لخالد بن الطيفان (٣)، وقبله (٤):

١ - ومَوْلَى كَمَوْلَى الزِّبْرقَانِ دَمَلْتُهُ … كَمَا دَمَلَتْ سَاقٌ تُهَاضُ بِهَا كَسْرُ

٢ - إِذَا مَا أَحَالتْ وَالجْبَائِرُ فَوْقَهَا … مَضَى الحَوْلُ لَا بُرءٌ مبِينٌ وَلَا جَبرُ

وبعده:

٤ - تَرَى الشَّرَّ قَدْ أَفْنَى دَوَائِرَ وَجْهِهِ … كَضَبِّ الكُدَى أَفْنَى براثينه الحَفْرُ] (٥)

وهو من الطويل.

قوله: "يجدع" أي: يقطع أنفه، قوله: "مولاه" المولى يستعمل لمعان كثيرة، وقد ذكرناها في غير موضع في كتابنا هذا، والظاهر أن المراد به هنا الجار أو الصاحب، قوله: "ثاب" بالثاء المثلثة، أي: رجع من بعد ذهابه، و"الوفر" بفتح الواو وسكون الفاء وفي آخره راء، وهو المال الكثير، ويروى: دثر وهو بالمعنى الأول، وهذا في ذم شخص حاسد يحسد جاره أو صاحبه إذا رجع من سفره بمال كثير فيصير من شدة حسده كأن الله يجدع أنفه ويقلع عينيه.

الإعراب:

قوله: "تراه": جملة من الفعل والفاعل وهو أنت، والمفعول وهو الهاء التي ترجع إلى الشخص الذي يذمه الشاعر، ولفظة: "الله": اسم كان، قوله: "بجدع أنفه": جملة في محل الرفع على الخبرية، "وعينيه" عطف على أنفه الذي هو المفعول.

قوله: "إن مولاه" أصله: إن ثاب مولاه، حذف الفعل لدلالة الفعل الثاني عليه، قوله: "وفر":


(١) ابن الناظم (٢١٤).
(٢) الأبيات من بحر الطويل، نسبت لخالد بن الطيفان في أكثر مراجعها، وهي في وصف رجل يخزن إذا اغتنى صاحبه، وانظر الإنصاف (٥١٥)، والخصائص (٢/ ٤٣٢)، واللسان: "جدع"، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ١٣٠)، والأشباه والنظائر (٢/ ١٠٨)، والدرر (٦/ ٨١)، والحيوان (٦/ ٣٩، ٤٠)، تحقيق هارون، طبعة ثالثة (١٩٦٩ م).
(٣) الطيفان: بفتح الطاء ثم ياء ساكنة وفاء، وهي أم الشاعر، اسمه خالد بن علقمة الدارمي شاعر فارس، المؤتلف (١٩٢)، دار الجيل.
(٤) انظر الحيوان (٦/ ٣٩، ٤٠)، والمؤتلف (١٩٢).
(٥) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>