للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه:

في قوله: "عصفورة" حيث وقع خبرًا لأن الواقعة بعد لو، وهي اسم جامد، وفيه ردّ على من شرط كون الخبر فعلًا، أعني خبر أن الواقعة بعد "لو" كما ذكرنا (١).

الشاهد الحادي والخمسون بعد المائة والألف (٢)، (٣)

لا يُلْفِكَ الرَّاجُونَ إلا مُظْهِرًا … خُلُقَ الكِرَامِ ولوْ تَكُونُ عَدِيمًا

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الكامل.

قوله: "لا يلفك" بالفاء؛ أي: لا يجدك؛ من ألفى يلفي إذا وجد، و "الكرام": جمع كريم، و "العديم": المعدم، وهو الذي لا يملك شيئًا يمدح به الشاعر شخصًا، يقول: لا يجدك أحد من السائلين إلا وأنت تظهر لهم خلقًا جميلًا مثل أخلاق الكرماء، ولو كنت حالتئذ لا تملك شيئًا.

الإعراب:

قوله: "لا يلفك": جملة من الفعل والمفعول، و "الراجون": فاعلها (٤)، وقوله: "مظهرًا" نصب على أنه مفعول ثان لقوله: "لا يلفك"، وقوله: "خلق الكرام": كلام إضافي نصب بقوله: "مظهرًا".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ولو تكون عديمًا" فإن "لو" فيه حرف شرط في المستقبل مع أنه لم يجزم؛ لأن "لو" الذي بمعنى "إن" لا يجزم، لكنه إذا دخل على الماضي يصرفه إلى المستقبل، وإذا وقع بعده مضارع فهو مستقبل المعنى، وقوله: "عديمًا" نصب لأنه خبر تكون (٥).


(١) ينظر الشاهد رقم (١١٤٨)، وشرح الكافية الشافية لابن مالك (١٦٣٥ - ١٦٣٩)، والكتاب (٢/ ٣٧٣).
(٢) توضيح المقاصد (٤/ ٢٨٢).
(٣) البيت من بحر الكامل، وهو في المدح بالكرم والجود، وقائله مجهول، وانظر الشاهد في الجنى الداني (٢٨٥)، وشرح التصريح (٢/ ٢٥٦)، والمغني (٢٦١)، وشرح الأشموني (٤/ ٣٨) وشرح شواهد المغني (٦٤٦).
(٤) روي: الراجون، والراجوك، والراجيك؛ إلا أن الجمع المضاف أفضل من المفرد المضاف.
(٥) ينظر الارتشاف (٢/ ٥٧٣)، وقال الأشموني: "ويقل إيلاؤه مستقبلًا لكن قُبِلْ، أي: يقل إيلاء لو فعلًا مستقبل المعنى، وما كان من حقها أن يليها، لكن ورد السماع به فوجب قبوله، وهي حينئذ بمعنى "إن" كما تقدم إلا أنها لا تجزم، من ذلك قوله … وقوله: (البيت) ". شرح الأشموني بحاشية الصبان (٤/ ٣٧، ٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>