للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدوني أكرم أربعة أبيات قالتها العرب، وقبله (١):

١ - مَنَعَ البَقَاءَ تَصَرُّفُ الشّمسِ … وطُلُوعُهَا مِنْ حَيثُ لا تُمسِي

٢ - وطُلُوعُهَا حَمرَاءَ صَافِيةً … وغُرُوبُهَا صَفرَاءَ كَالوَرسِ

٣ - تَجرِي علَى كَبدِ السَّماءِ كَمَا … يَجرِي حِمامُ الموتِ بالنَّفسِ

٤ - اليومُ أَجْهَلُ ما يجيءُ به … ومَضَى بِفَضْلِ قضائِهِ أمسِ

ويروى: منع الحياة تقلب الشمس، وكذا روي: اليوم أعلم ما يجيء به والأول أظهر وهي من الكامل.

الإعراب:

قوله: "ومضى": فعل ماض، وفاعله هو قوله: "أمس" على ما نذكره، [والجملة معطوفة على ما قبلها، والباء في قوله: "بفضل" تتعلق بقوله: "مضى"، والضمير في قضائه يرجع إلى اليوم في قوله: "اليوم أجهل ما يجيء به"] (٢)، وهو مصدر مضاف إلى فاعله، والمفعول متروك.

الاستشهاد فيه هاهنا:

أن: "أمس" مبنية على الكسر مع أنها في موضع رفع؛ لأنها فاعل لقوله: "مضى" كما ذكرنا، وهذا شاهد لقول أهل الحجاز: إنها مبنية لتضمنها لام التعريف، والكسرة فيها لالتقاء الساكنين (٣).

الشاهد الرابع والخمسون بعد الألف (٤) , (٥)

ويومَ دخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عَنِيزَةٍ … فقالتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنك مُرْجِلِي

أقول: قائله هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وهو من قصيدته المشهورة التي أولها هو قوله:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل … ...............................


(١) انظر الأبيات المذكورة في الحيوان للجاحظ (٣/ ٨٨)، وذيل الأمالي (٢٩، ٣٠).
(٢) ما بين المعقوفين سقط في النسخ.
(٣) ينظر الشاهد السابق. (١٠٥١).
(٤) أوضح المسالك (٤/ ١٣٧).
(٥) البيت من بحر الطويل، من معلقة امرئ القيس المشهورة، ديوان امرئ القيس (٨)، ط. دار المعارف، و (ص ١١٢) ط. دار الكتب العلمية، وانظر بيت الشاهد في المغني (٢/ ٣٤٣)، وشرح الأشموني (٢٧٤)، وشرح شواهد المغني (٧٦٦)، والخزانة (٩/ ٣٤٥)، والتصريح (٢/ ٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>