للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرى، وذو الحال هو الضمير في قوله: "فإنني"، وأراد بقوله: "أخا الحرب": مؤاخي الحرب وهو كناية عن ملازمته الحرب وأنه لا يفارقها، قوله: "جلالها": نصب بقوله "لباسًا".

قوله: "وليس": من الأفعال الناقصة، واسمه الضمير المستتر فيه، وقوله: "بولاج الخوالف": كلام إضافي خبر ليس، والباء فيه زائدة، قوله: "أعقلا": نصب لأنه خبر بعد خبر لليس، وهو غير منصرف وألفه للإطلاق.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لباسًا" فإنه صيغة المبالغة للفاعل كما ذكرنا، وقد أعمل عمل فعله؛ حيث نصب جلالها كما يعمل اسم الفاعل الَّذي لغير المبالغة (١).

الشاهد الثاني والعشرون بعد السبعمائة (٢)، (٣)

عَشِيَّةَ سُعْدَى لوْ تَرَاءَتْ لِرَاهِبٍ … بِدُوْمَةَ تَجْرٌ عندهُ وحَجِيجُ

قَلَى دِينَهُ وَاهْتَاجَ للشَّوْقِ إِنَّهَا .... على الشَّوْقِ إِخْوَانَ العَزَاءِ هَيُوجُ

أقول: قائله هو الراعي، واسمه عبيد؛ كذا قال ابن الناظم، وفي شرح المقرب والجزولية: قائله أبو ذؤيب، والصحيح أنهما للراعي، نصَّ عليه ابن هشام اللخمي.

وهما من الطويل.

قوله: "سعدى": اسم محبوبته التي يتشبب بها، قوله: "بدومة" بضم الدال وسكون الواو وفتح الميم، وهو موضع فاصل بين الشام والعراق، على سبع مراحل من دمشق، وعلى ثلاث عشرة مرحلة من المدينة، وهي التي تسمى دومة الجندل.


(١) ينظر الخلاف بين النحويين في إعمال صيغ المبالغة إعمال اسم الفاعل في الكتاب لسيبويه (١/ ١١١)، وشرح التسهيل للمرادي (٣/ ١٨١ - ١٨٦)، وينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٧٩، ٨٠)، والمقتضب (٢/ ١١٣ - ١١٧) مختصر، والخزانة (٣/ ٤٥٦ - ٤٥٨)، وأمالي ابن الشجري (٢/ ١٠٧)، والانتصار لابن ولاد (٦٨ - ٧٢)، وحاشية الصبان (٢/ ٢٩٦ - ٢٩٨)، وارتشاف الضرب (٣/ ١١٣)، وهمع الهوامع (٢/ ٩٧).
(٢) ابن الناظم (١٦٤)، وشرح ابن عقيل (٣/ ١١٣) "صبيح".
(٣) البيتان من بحر الطويل، وهما للراعي النميري يمدح بهما خالد بن عبد الله بن خالد بن أسد؛ إلا أنَّه نسي المدح وتغزل في محبوبته طوال القصيدة، ومما قاله فيها بيت الشاهد:
ويوم لقيناها بيمني هجت … بقايا الصبا إن الفؤاد لجوج
وانظر بيت الشاهد في ديوانه (١٢٥) طبعة المجمع العلمي العراقي، وشرح أبيات سيبويه (١/ ١٥، ١٦)، واللسان مادة: "هيج" ونسب لأبي ذؤيب الهذلي في الكتاب لسيبويه (١/ ١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>