للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خبره، قوله: "كيما" كي للتعليل، وما مصدرية، ويجوز أن تكون كافة، قوله: "أن" ظهرت هاهنا للضرورة؛ لأن "أن" بعد كي لا تظهر، وقوله: "تغر" منصوب بأن، "وتخدعا": عطف عليه، والألف فيه للإطلاق.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "كيما أن" حيث ظهرت فيه أن لأجل الضرورة (١).

الشاهد التاسع والأربعون بعد الخمسمائة (٢)، (٣)

إذَا أَنْتَ لمْ تَنْفَعْ فَضُرّ فَإنَّمَا … يُرَادُ الفَتَى كَيمَا يَضُرّ وَينفعُ

أقول: قيل إن قائله هو النابغة الذبياني، وقيل: الجعدي، [والأصح أن قائله قيس ابن الخطيم؛ كذا ذكره البحتري في حماسته.

وهو من الطويل] (٤) المعنى ظاهر.

الإعراب:

قوله: "إذا" للشط، وفعل الشرط محذوف يفسره الظاهر تقديره: إذا لم تنفع أنت لم تنفع، وذلك أن إذا التي للشرط لا تدخل إلا على الجملة الفعلية.

وقوله: "فضر": جواب الشرط، وهو أمر من ضر يضر، يجوز فيه الحركات الثلاث، أما الفتح فلأنه أخف الحركات، وأما الضم فلأجل ضمة الضاد، وأما الكسر فلأن الأصل في الساكن إذا حرك أن يحرك بالكسر، ويجوز فيه فك الإدغام في غير هذا الموضع، كما تقول: امدد في مدّ (٥).


(١) قال ابن يعيش: "وإذا كانت حرف جر فالفعل بعدها ينتصب بإضمار أن كما يكون كذلك مع اللام في نحو قولك: قصدتك لتكرمني، والمراد: لأن تكرمني، والذي يدل على ذلك أن الشاعر قد اضطر إلى ذلك قال جميل (البيت) ..... ". ينظر (٩/ ١٤، ١٥).
(٢) ابن الناظم (١٤٠)، توضيح المقاصد (٢/ ١٩٠)، أوضح المسالك (٢/ ١٢٠).
(٣) البيت من بحر الطويل نسب لأكثر من شاعر؛ فهو للنابغة الذبياني في شرح شواهد المغني (٥٠٧) والبيت غير موجود في ديوان النابغة الذبياني، وقد نسب للنابغة الجعدي، وهو في ديوانه (٢٤٦) (ملحق)، وللنابغة الذبياني أو لقيس بن الخطيم في الخزانة (٨/ ٤٩٨)، وهو في ديوان قيس بن الخطيم (١٧٠) تحقيق: ناصر الدين الأسد، وهو لعبد الله بن معاوية في الحماسة للبحتري (٢١٣)، طبعة الأب لويس، وقد جاء بالنصب في الحماسة والديوان، وقد ورد غير منسوب في تذكرة النحاة (٦٠٩) والجنى الداني (٢٦٢)، والمغني (١٨٢)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٥، ٣١)، وهو مروي بالرفع في كتب النحويين.
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٥) ينظر ابن يعيش (١٠/ ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>