للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الحادي والخمسون بعد التسعمائة (١)، (٢)

......................... … يَا أَبَتَا عَلَّكَ أَوْ عَسَاكَنْ

أقول: قائله هو رؤبة بن العجاج، وأوله:

تقولُ بِنْتِي قد آنى أَنَاكَا … .................................

قوله: "قد أنى أناك" أي: قد جاء وقتك وزمانك، يقال: أنى يأني أنًى، أي: حان، وأنى -أيضًا- أدرك، "وأناك" بفتح الهمزة وتخفيف النون أصله: أناؤك، والأناء على وزن فعال: اسم من الفعل المذكور، المعنى: تقول ابنتي: يا أبتي قد جاء زمن سفرك علك تجد رزقًا.

الإعراب:

قوله: "تقول": فعل، و"بنتي": كلام إضافي فاعله، "قد أنى": فعل ماض محقق بقد، و"أناك": كلام إضافي فاعله، قوله: "يا أبتا" يا حرف نداء، وأبتا: منادى مضاف إلى ياء المتكلم، والتاء والألف عوضان عن يائه، قوله: "علك": لغة في: لعلك (٣)، والكاف اسم لعل، وخبره محذوف، تقديره: لعلك تجد رزقًا، قوله: "أو عساكن" عطف عليه، والكاف اسم عسى، وخبره محذوف، أي: أو عساك تجده.

والاستشهاد فيه:

في مواضع:

الأول: وقوع الضمير المتصل بعد عسى على اللغة القليلة، والكثير فيه: عسيت.

الثاني: دخول تنوين الترنم في عساكن.


(١) توضيح المقاصد (٣/ ٣١٧).
(٢) البيت من بحر الرجز المشطور، وهو لرؤبة بن العجاج، من مقطوعة عدتها أربعة أبيات هي كالآتي:
تقول بنتي قد أنى أناكا … يا أبتا علك أو عساكا
ورأي عيني الفتى إياكا … يعطي الجزيل فعليك ذاكا
وكلها شواهد للنحاة، وانظرها في ديوان رؤبة (١٨١)، وانظر الشاهد في الكتاب (٢/ ٣٧٥)، والإنصاف (٢٢٢)، والجنى الداني (٤٤٦)، والخصائص (٢/ ٩٦)، والمقتضب (٣/ ٧١)، والخزانة (٥/ ٣٦٢)، وشرح شواهد المغني (٤٣٣)، وابن يعيش (٧/ ١٢٣).
(٣) اللغات في لعل ينظر فيها الإنصاف مسألة (٢٦)، وفي اللسان: "لعل" يقول: "وأصلها عل، واللام الأولى زائدة".

<<  <  ج: ص:  >  >>