للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الميم وفتح العين المهملة وتشديد القاف؛ من عقّب في الأمر إذا تردد في طلبه مُجِدًّا، قاله الجوهري (١) وقال غيره: المعقب: الغريم الطالب لأنه يأتي في عقب غريمه.

الإعراب:

قوله: "حتَّى تهجر" حتَّى للغاية، و"تهجر": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر فيه العائد إلى المسحل، قوله: "في الرواح" المضاف فيه محذوف؛ أي في وقت الرواح، قوله: "وهاجها": عطف على تهجر، والضمير المنصوب فيه يرجع إلى الأتان.

قوله: "طلب المعقب": كلام إضافي منصوب بنزع الخافض، والتقدير: هاجه الطلب مثل طلب المعقب، و"حقه": منصوب لأنه مفعول للمصدر قوله: طلب.

قوله: "المظلوم" مرفوع لأنه، صفة للمعقب [في المعنى] (٢)؛ لأن المعقب وإن كان مجرورًا في اللفظ لأجل الإضافة، ولكنه مرفوع في المعنى لأنه فاعل، والتقدور: كما طلب المعقب حقه المظلوم، وقال أبو حاتم: المظلوم جار على المضمر الَّذي في المعقب؛ كأنه يذهب إلى أنَّه بدل اشتمال من الضمير الفاعل الَّذي في المعقب، ويقال: إن المظلوم فاعل لقوله: حقه، وحقه: فعل ماض، والهاء مفعوله.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "المظلوم" حيث رفع على المحل كما قررناه فافهم (٣).

الشاهد الحادي عشر بعد السبعمائة (٤)، (٥)

السَّالِكُ الثَّغْرَةَ اليَقْظَانَ سَالِكها … مَشْيَ الهَلُوكِ عليها الخيعَلُ الفُضُلُ

أقول: قائله هو المتنخل الهذلي (٦)، واسمه مالك بن عويمر، وهو من قصيدة من البسيط،


(١) الصحاح مادة: "عقب".
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) في إتباع المصدر على المحل خلاف بين النحوين ينظر فيه الكتاب لسيبويه (١/ ١٩١)، وابن يعيش (٦/ ٦٥، ٦٧)، والارتشاف (٣/ ١٧٧)، وينظر المساعد (٢/ ٢٣٧)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ١٢٠).
(٤) ابن الناظم (١٦٢).
(٥) البيت من بحر البسيط، من قصيدة للمتنخل الهذلي في رثاء ابنه وفيها يصفه بالشجاعة، ويتعجب من اعتداء الموت عليه، ومما قاله في شجاعته قوله:
التارك القرن مصفرًّا أنامله … كأنه من عقار قهوة ثمل
وانظر بيت الشاهد في الخصائص (٢/ ١٦٧)، والخزانة (٥/ ١٠١)، والدرر (٣/ ٦٠)، وتذكرة النحاة (٣٤٦)، وشرح أشعار الهذليين (١٢٨١)، ولسان العرب: "حفل".
(٦) شاعر محسن من شعراء هذيل، وهو جاهلي، والمتنخل لقبه. الخزانة (٥/ ١٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>