للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفاعل، و"مني" يتعلق بها، وقوله: "بقائي": كلام إضافي مفعول تستطل، و"مدتي": عطف عليه، وقيل: إن بقائي بيان لقوله: "مني" أو بدل منه، قوله: "ولكن" للاستدراك.

قوله: "يكن" أصله: ليكن على ما يجئ، قوله: "نصيب" اسم يكن، و"للخير": خبره، قوله: "منك" في موضع نصب على الحال من نصيب، والتقدير: حال كون النصيب منك، ويجوز أن يكون في محل الرفع على أنَّه صفة لنصيب، والتقدير: ليكن نصيب كائن منك لأجل الخير.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "يكن" حيث حذف لام الأمر وأبقى عمله؛ لأن الأصل: ليكن كما ذكرنا، وإنما كان الحذف ها هنا للضرورة (١).

الشاهد الخامس بعد المائة والألف (٢) , (٣)

إذا ما خرجنَا مِن دِمَشْقَ فَلَا نَعُدْ … لَهَا أَبَدًا مما دامَ فِيهَا الجُرَاضِمُ

أقول: قائله الفرزدق؛ كذا قاله ابن هشام في مغنيه (٤)، وفسر الجراضم بقوله: "أي: عظيم البطن"، وقال أبو عبد الله بن المفجع (٥) في كتابه المسمى بالمنقذ: قاله الوليد بن عقبة (٦) يعرض بمعاوية : إذا ما خرجنا، وبعده بيت آخر وهو:

٢ - بَصِيرٌ بما في الطَّبلِ بالبقْلِ عالمٌ … جروزٌ لِمَا التَفَّتْ عَلَيهِ اللهَازِمُ

قال ذلك حين وقد على معاوية في دمشق في أيام خلافته، وأراد بالجراضم معاوية؛ لأنه كان كثير الأكل جدًّا، ومع هذا ما كان يشبع؛ وذلك لأن النَّبِيّ أرسل إليه أنس بن مالك يدعوه، وكان يأكل فتمادى حتَّى أرسله النَّبِيّ ثاني مرة فتمادى فيه، فسأله عن ذلك فقال:


(١) ينظر الشاهد رقم (١١٠٢).
(٢) ليس في ابن الناظم، وهو في أوضح المسالك (٤/ ١٨١).
(٣) البيت من بحر الطَّويل، وقد اختلف في قائله، فقيل للفرزدق، وليس في ديوانه على طبعاته المختلفة، وقيل هو للوليد بن عقبة يهجو عنه معاوية، وانظره في المغني (٢٤٧)، والأزهية (١٥٠)، والتصريح (٢/ ٢٤٦)، وشرح شواهد المغني (٦٣٣)، وشرح الأشموني (٤/ ٣).
(٤) انظر المغني لابن هشام (٢٤٧)، تحقيق: محمَّد محيي الدين عبد الحميد.
(٥) هو محمَّد بن أَحْمد بن عبد الله البَصْرِيّ شاعر عالم بالأدب من غلاة الشيعة من أهل البصرة كانت بينه وبين ابن دريد مهاجاة له كتب فيها الترجمان في الشعر ومعانيه والمنقذ على نسق الملاحن لابن دريد، (ت ٣٢٠ هـ). الأعلام (٥/ ٣٠٨).
(٦) هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأُموي القُرشيّ (ت ٦١ هـ)، ينظر الأعلام (٨/ ١٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>