للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "غابطنا": من الغبطة وهي أن تتمنى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه وليس بحسد، تقول منه: غبطه بما نال أغبطه غبطا غبطة واغتباطا فاغتبط هو.

قوله: "وحرمانًا": من حرمه الشيء يحرُمُه، من باب: نصر ينصر حَرِمًا بفتح الحاء وكسر الراء، وحرِمة وحريمة وحرمانا إذا منعه.

الإعراب:

قوله: "يَا رُبَّ" يا حرف نداء، ولكن ها هنا لمجرد التنبيه، ولهذا لا يحتاج إلى المنادى؛ وذلك لأن حرف النداء إذا وليّه ما لا يصلح أن يكون منادى يكون لمجرد التنبيه، وقد قيل: يكون للنداء -أيضًا- في مثل هذه المواضع، والمنادى محذوف.

وقوله: "رب": حرف جر، و "غابطنا": كلام إضافي مجرور برب، قوله: "لو كان" لو للشرط، وكان فعل الشرط، والضمير فيه اسم كان، وخبره الجملة - أعني قوله: "يطلبكم".

قوله: "لاقى": جواب لو، وهي جملة من الفعل والفاعل، و"مباعدة ": مفعوله، وقوله: "منكم": في محل النصب لأنها صفة لمباعدة، والمعنى: مباعدة حاصلة منكم، وقوله: "حرمانا" عطف على مباعدة.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "غابطنا" فإن الإضافة فيه غير محضة، فلهذا دخلت عليه رُبّ (١).

الشاهد العشرون بعد الستمائة (٢) , (٣)

إِن وَجْدِي بكَ الشدِيدَ أَرَاني … عَاذِرًا مَنْ عَهدْتُ فيك عَذُولًا

لم أقف على اسم قائله، وهو من الخفيف. المعنى ظاهر.


(١) الكتاب لسيبويه (١/ ٤٢٥ - ٤٢٧) وفيه يقول: "واعلم أن كل مضاف إلى معرفة وكان للنكرة صفة فإنه إذا كان موصوفًا أو وصفًا أو خبرًا أو مبتدأ بمنزلة النكرة المفردة ويدلك على ذلك قول الشاعر:
يا رب مثلك في النساء غريرة … بيضاء قد متعتها بطلاق
ومثله قول جرير (البيت)، فرب لا يقع بعدها إلا نكرة، فذلك يدلك على أن غابطنا ومثلك نكرة".
(٢) توضيح المقاصد (٢/ ٢٤٥).
(٣) البيت من بحر الخفيف، وهو مجهول النسب، ينظر: الأشموني وشواهده للعيني (٢/ ٢٤٢)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ١٠٩)، وهمع الهوامع (٢/ ٤٨)، وشرح التصريح (٢/ ٢٧)، ويروى:
................................ … عاذرًا من وجدت فيك عذولًا

<<  <  ج: ص:  >  >>