للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو قليل، والأكثر مجيئه بلا واو؛ كما ذكرنا في البيت السابق.

والاستشهاد فيه وهو ظاهر (١).

الشاهد العشرون بعد الخمسمائة (٢)، (٣)

كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ في كُلِّ مَنْزِلٍ … نَزَلْنَ به حَبُّ الفَنَا لم يُحَطَّمِ

أقول: قائله هو زهير بن أبي سلمى، وهو من قصيدته المشهورة التي أولها هو قوله (٤):

١ - أمنْ أُمِّ أوْفَى دِمْنَةً لَمْ تكلّم … بِحَوْمَانَةِ الدُّرَّاجِ فالمتُثَلَّمِ

٢ - ديَارٌ لهَا بالرقْمَتَيْن كأنَّها … مراجِعُ وَشْمٍ في نَوَاشِرَ مِعْصَمِ

٣ - بها العينُ والآرامُ يمْشِيَن خِلْفَةً … وأَطلَاؤُهَا ينهَضْنَ من كلِّ مَجْثِمٍ

٤ - وقفْتُ بِهَا من بعدِ عشْرِينَ حِجَّةً … فلأيًا عَرَفْتُ الدارَ بعدَ تَوَهُّمِ

٥ - أَثَافِيَّ سُعْفًا من مُعَرَّسِ مِرْجَلٍ … ونُؤْيًا كَحَوْضِ الجُدِّ لمْ يَتَثَلَّمِ

٦ - فلما عرفتُ الدارَ قلتُ لربْعِهَا … ألَا أَنْعِمْ صباحًا أَيُّها الربْعُ واسلَمِ

٧ - تبصَّرْ خليليَّ هلْ تَرَى مِنْ ظعائنَ … تحَمَّلْنَ بالعليَاءِ منْ فوقِ جُرْثُمِ

إلى أن قال:

٨ - كأن فتات .................. … ....................... إلخ

وهي من الطويل، يمدح بها زهير بن الحرث بن عوف وهرم بن سنان.

قوله: "دمنة" بكسر الدال وهي الكناسة.

١ - قوله: "لم تكلم" أصله: لم تتكلم فحذفت إحدى التاءين؛ كما في [قوله تعالى] (٥):


(١) ينظر الشاهد السابق مباشرة.
(٢) ابن الناظم (١٣٥).
(٣) البيت من بحر الطويل، من معلقة زهير بن أبي سلمى المشهورة التي تكثر الحكم في آخرها، وقد شهد له عمر بن الخطاب، وقال حين سئل عن أجود الشعراء، فقال الَّذي يقول: ومن ومن، ومما قاله في "من" قوله:
وَمَن يَكُ ذا فَضْلٍ وَيَبَخلْ بِفَضلِه … عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْن عَنْهُ وَيُذْمَمِ
وينظر بيت الشاهد في ديوان زهير (١٢) شرح الإمام أحمد بن يحيى ثعلب، وانظره أيضًا في شرح أشعار الستة الجاهليين للأعلم (١/ ٢٧٨)، واللسان: "فتت، فنى"، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٣٦١)، والمساعد (٢/ ٤٤)، والأشموني بحاشية الصبان (٢/ ١٩١).
(٤) ينظر ديوان زهير بن أبي سلمى (٤) بشرح الإمام أبي العباس ثعلب، نسخة دار الكتب المصرية: (١٩٦٤ م)، وشرح أشعار الستة الجاهليين للأعلم (١/ ٢٧٨).
(٥) ما بين المعقوفين زيادة للإيضاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>