للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إضافي مبتدأ، و"مدامة": خبره (١)، قوله: "في الزجاج": في محل الجر على أنَّه صفة للراح، قوله: "ترقرق": جملة من الفعل والفاعل في محل الرفع على أنها صفة لمدامة و"في الأيدي": يتعلق بها، قوله: "كميت" بالجر؛ صفة للراح، وقوله: "عصيرها": مرفوع به (٢).

والاستشهاد فيه:

في قوله: "كميت" حيث رفع: "كميت عصيرها" فإن قوله: "كميت" وصف لم يستعمل إلا مصغرًا، وقد عمل في قوله: "عصيرها" حيث رفعها، وهذا مذهب المتأخرين من المغاربة؛ فإنهم قالوا: إذا كان الوصف لا يستعمل إلا مصغرًا ولم يحفظ له مكبر جاز إعماله، وأنشدوا هذا البيت، لكن هذا على رواية من جر كميت على أنَّه وصف (٣).

الشاهد الخامس والثلاثون بعد السبعمائة (٤)، (٥)

شُمٌّ مهَاوينُ أبدانَ الجَزُورِ مخا … مِيصُ العَشِيَّاتِ لا خُوْرٌ ولا قَزَمُ

أقول: قائله هو كميت بن معروف الأسدي، وهو من البسيط.

قوله: "شم" بضم الشين المعجمة وتشديد الميم؛ جمع أشم؛ من الشمم وهو ارتفاع قصبة الأنف مع استواء أعلاه، وأراد به هاهنا أنهم سادات كبار، قوله: "مهاوين": جمع مهوان


(١) مدامة ليس الخبر، وإنما الخبر فيما يأتي بعد ذلك من أبيات، وجملة ترقرق وما بعدها صفات.
(٢) وعلى ذلك جرى الاستشهاد، ورد كميت بالرفع ليكون خبرًا مقدمًا، وعصيرها المبتدأ، ولا شاهد فيه على ذلك.
(٣) قال المرادي: "إذا صغر اسم الفاعل فمذهب البصريين والفراء أنَّه لا ينصب المفعول به، وأنه يجب إضافته فتقول: ضويرب زيد، وعلة ذلك: بُعْد شبهه عن المضارع بتغيير بنيته، ودخول خاصة من خواص الأسماء، وذهب الكسائي قيل: وباقي الكوفيين وتابعهم أبو جعفر النحاس إلى جواز إعماله مصغرًا لأنه ليس من أصول الكوفيين شبهه له في الصورة بل في المعنى، واستدل الكسائي بقول العرب: أظنني مرتحلًا فسويرًا فرسخًا، ولا حجة فيه لأن فرسخًا ظرف، وروائح الأفعال قد تعمل في الظروف. وقال النحاس: ليس تصغيره بأعظم من تكسيره بل أحرى أن يعمل إذا كان مصغرًا لأن التصغير قد يوجد في ضرب من الأفعال والتكسير لا يوجد فيها. وأجيب بأن التكسير إنما وقع بعد استقرار العمل فلم يؤثر، والصحيح أنَّه لا يعمل مصغرًا لأنه لم يحفظ من كلامهم. وقال بعض متأخري المغاربة: إذا كان الوصف لا يستعمل إلا مصغرًا ولم حفظ له مكبر جاز إعماله، ومن ذلك قول الشاعر (البيت) في رواية: من جر: (كميت) ". شرح التسهيل للمرادي (٣/ ١٧٩، ١٨٠)، وينظر شرح ألفية ابن معطٍ (٩٧٩)، والتذييل والتكميل (٤/ ٧٨٠، ٧٨١)، وشرح جمل الزجاجي "الكبير" لابن عصفور (١/ ٥٥٤)، ومثل المقرب لابن عصفور (٢٥٣، ٢٥٤) "ماجستير"، وشرح المقرب: المنصوبات (١/ ١٨٧).
(٤) توضيح المقاصد (٣/ ٢٠).
(٥) البيت من بحر البسيط، وهو في المدح، ونسب لأكثر من شاعر، فقيل: نسب للكميت بن زيد، وللكميت بن معروف الأسدي، ينظر الكتاب (١/ ١١٤)، وهمع الهوامع (٢/ ٩٧)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٨٠)، والخزانة (٨/ ١٥٠)، وقيل: لتميم بن أبي مقبل في الدرر (٥/ ٢٧٥)، واستبعده صاحب الخزانة (٨/ ١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>