للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكسر الميم، وهو الَّذي يهين الجزور وينحرها.

قوله: "أبدان الجزور" أراد: أبدان الجزر بالجمع ولكنه اكتفى بالواحد، و"الجزور" -بفتح الجيم من الإبل يقع على الذكر والأنثى، ويجمع على جُزُر بضمتين، ويروى: أبداء الجزور، والأبداء: جمع بدأة وهو المفصل، وقال الجوهري: البدأة: النصيب من الجزور، والجمع أبداء وبدوء، مثل: جفن وأجفان وجفون (١)، ومادته باء الموحدة ودال وهمزة.

و"المخاميص": جمع مخماص، وهو الضامر البطن، وأراد به هاهنا الجائع؛ يعني أنهم يجوعون أوقات العشيات لأجل الضيفان، و"العشيات": جمع عشية، قال الجوهري: العشي والعشية: من صلاة المغرب إلى العتمة (٢).

قوله: "لا خور" بضم الخاء المعجمة وسكون الواو وفي آخره راء مهملة؛ جمع أخور، وهو الضعيف؛ من خار يخور خؤورة إذا ضعف، وخار الحر إذا انكسر، و"القزم" بفتح القاف والزاي المعجمة، قال الجوهري: رجل قزم والذكر والأنثى والواحد والجمع فيه سواء؛ لأنه في الأصل مصدر، و"القزم" هو أردأ المال، والقِزام -بالكسر: اللئام (٣)، وأراد أنهم ليسوا برَذَال الناس وسفلتهم.

الإعراب:

قوله: "شم": خبر مبتدأ محذوف، أي هم شم، قوله: "مهاوين" بالرفع إما صفة وإما خبر بعد خبر، و"أبدان الجزور": كلام إضافي نصب على أنَّه مفعول مهاوين.

قوله: "مخاميص العشيات": كلام إضافي مرفوع لأنه خبر بعد خبر، والإضافة فيه بمعنى في، أي: مخاميص في أوقات العشيات، قوله: "لا خور": عطف على ما قبله من الموفوع، "ولا قزم": عطف عليه.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "مهاوين أبدان الجزور" فإن مهاوين جمع اسم الفاعل الَّذي للمبالغة، وقد عمِل عمَل فعله؛ حيث نصب أبدان الجزور (٤).

* * *


(١) الصحاح مادة: "بدأ".
(٢) الصحاح مادة: "عشى".
(٣) الصحاح مادة: "قزم".
(٤) ينظر الكتاب (١/ ١١٢ - ١١٤)، وشرح المفصل لابن يعيش (٦/ ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>