للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: أنها الألف المنقلبة في الأحوال الثلاثة، وأن التنوين حذف، فلما حذف عادت الألف، وهو مذهب الكوفيين، وروي عن أبي عمرو والكسائي، وإليه ذهب السيرافي وابن كيسان وابن مالك في الكافية، وقال في شرحها: ويقوي هذا المذهب ثبوت الرواية بإمالة الألف وقفًا والاعتداد بها رويًّا (١)، وقال ابن أم قاسم: مثال الاعتداد بها قول الراجز:

إِنَّكَ يَا ابْنَ جَعْفَرٍ نِعْمَ الفَتَى … ......................... (٢)

إلى قوله:

وَرُبَّ ضَيفٍ طَرَقَ الحَيَّ سُرَى … ..........................

الثالث: اعتباره كالصحيح؛ فالألف في النصب بدل من التنوين، وفي الرفع والجر بدل من لام الكلمة، وهو مذهب سيبويه (٣)، ومعظم النحاة، وإليه ذهب أبو علي الفارسي -رحمه اللَّه تعالى- (٤).

الشاهد الثالث والعشرون بعد المائتين والألف (٥)، (٦)

ألا أَذِّنْ فما أَذْكَرْتَ ناسي … ...............................

أقول: قائله هو أحمد بن الحسين المتنبي، وتمامه:

......................... … ولَا لَيَّنْتَ قَلْبًا وَهُوَ قاسي

وبعده:

وَلَا شُغِلَ الأَمِيرُ عَنِ المَعَالِي … ولَا عَنْ حَقِّ خَالِقِهِ بِكَاسِي

وكان سيف الدولة بن حمدان يشرب فأذن المؤذن، فوضع سيف الدولة القدح من يده، وقال المتنبي البيتين المذكورين، وهما من الوافر. المعنى ظاهر.


= فثبتت فيه الألف لأنها رأس آية؛ لأن قومًا من العرب يجعلون أواخر القوافي إذا سكتوا على مثل حالها إذا وصلوها، وهم أهل الحجاز".
(١) شرح الكافية الشافية لابن مالك (١٩٨٣).
(٢) انظر شرح الألفية للمرادي (٥/ ١٥٧).
(٣) الكتاب (٤/ ١٨١) وما بعدها.
(٤) شرح الشافية للرضي (٢/ ٢٨٣) وما بعدها.
(٥) توضيح المقاصد (٥/ ١٦١).
(٦) البيتان من بحر الوافر، وهما للمتنبي، قالهما في المناسبة التي ذكرها الشارح، ولا ثالث لهما، وانظرهما في شرح ديوان المتنبي للعكبري (٢/ ١٨٥)، مصطفى الحلبي (١٩٥٦ م).

<<  <  ج: ص:  >  >>