للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعائد محذوف كما قدرنا، والجملة خبر عن قوله: "ما ينهى" وكلمة: "ما": مبتدأ مؤخر وهي موصولة، و "ينهى" صلتها ويجوز أن تكون "ما" موصوفة، قوله: "امرأ" مفعول لقوله: "ينهى"، و "حازمًا": صفة له، قوله: "أن يسأما" أن: مصدرية، والتقدير: ينهى امرأ عن السامة في سلوك طريق السداد.

الاستشهاد فيه:

على حذف العائد المنصوب بالوصف، وهو قوله: "في المعقب البغي" أي: في الذي يعقبه البغي كما ذكرنا (١) وهو قليل، والكثير حذف العائد المنصوب بالفعل، وقد قيل: إن هذا لا يحسن مثالًا لما في النظم؛ لأن كلام الناظم في الحذف القيس في النثر، ومتى كان الموصول (٢) الألف واللام كان الحذف ضرورة (٣).

الشاهد السابع والعشرون بعد المائة (٤)، (٥)

وَيَصْغُرُ فيِ عَينِي تِلادِي إِذَا انْثنَتْ … يَمِينِي بإِدْرَاكِ الذِي كُنْتُ طَالِبًا

أقول: قائله هو سعد بن ناشب من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، وكان أصاب دمًا فهدم بلالُ دارَه، ويقال: إن الحجاج هو الذي هدم دارَه بالبصرة وحرَّقَها، وهو من قصيدة بائية من الطويل وأولها هو قوله:

١ - سأَغْسِلُ عَنِّي العَارَ بالسَّيفِ جَالِبًا … علَيّ قضاءُ اللَّه ما كانَ جَالِبًا


(١) ينظر الشاهد رقم (١١٥، ١١٦).
(٢) في (ب): الموصوف.
(٣) العائد المنصوب إذا كان منفصلًا لم يجز حذفه وإن كان متصلًا يكون بفعل أو وصف أو حرف، فإن اتصل بفعل أو وصف جاز حذفه، إلا أن حذف المنصوب بالفعل أكثر من حذف المنصوب بالوصف، وإن كان منتصبًا بحرف لم يجز حذفه، وفي حذف العائد المنصوب بوصف هو صلة أل خمسة أقوال: الأول: المنع مطقًا وعليه الجمهور نحو: الضاربها زيدًا هند، والثاني: الجواز مطلقا نحو قول الشاعر من البسيط:
ما المستفز الهوى محمود عاقبة … ولو أتيح له صفو بلا كدر
وكذا بيت الشاهد، والثالث: إن لم يدل عليه دليل لم يجز فلا تقول: جاءني الضارب زيد؛ لأنه لا يدري: هل الضمير المحذوف مفرد أو غير مفرد؟ والرابع: إن كان الوصف الواقع في صلتها مأخوذًا من متعدٍّ إلى واحد فالإثبات فصيح والحذف قليل نحو: الضاربه زيد، والضارب زيد، والخامس: أنه خاص بالضرورة. ينظر همع الهوامع للسيوطي (١/ ٨٩)، وتوضيح المقاصد (١/ ٢٤٩، ٢٥٠).
(٤) ابن الناظم (٣٧).
(٥) البيت من بحر الطويل، وهو لسعد بن ناشب الشاعر الإسلامي في الدولة المروانية، وهو من قصيدة في ديوان الحماسة لأبي تمام بشرح المرزوقي (١/ ٦٧) عدتها تسعة أبيات، وكذا في الخزانة (٨/ ١٤١)، وأما البيتان الأخيران فهما في العيني من شرح الشواهد لابن هشام، وبيت الشاهد في شرح الأشموني (١/ ١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>