للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "مسنتون": من أسنت القوم: أجدبوا، وأصله من السنو (١)، قلبوا الواو تاء ليفرقوا بينه وبين قولهم: أسنى القوم إذا أقاموا سنة في موضع، قوله: "عجاف" بكسر العين، جمع عجفاء على غير قياس؛ لأن أفعل وفعلاء لا يجمعان على فعال، ولكنهم [بنوه] (٢) على سمان، وهو من العجف بفتحتين، وهو الهزال.

الإعراب:

قوله: "عمرو": مرفوع بالابتداء، وحذف التنوين للضرورة، وخبره: "الَّذِي هَشَمَ الثريد" والتقدير: عمرو هو الذي هثم الثريد، واللام في "لقومه" للتعليل، قوله؛ "ورجال مكة": كلام إضافي مبتدأ، وخبره قوله: "مسنتون" والجملة وقعت حالًا، و "عجاف": خبر بعد خبر.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "عمرو" حيث حذف منه التنوين لأجل الضرورة، استشهد به ابن الناظم على حذف التنوين من: "شعيث" في البيت السابق كما ذكرناه (٣).

الشاهد السابع والستون بعد الثمانمائة (٤)، (٥)

فَلَا تَعْجَلِي يَا مَيُّ أَنْ تَتَبَيَّنِي … بِنصحٍ أَتَى الوَاشونَ أَمْ بِحُبُولِ

أقول: قائله هو كثير عزة [وهو من قصيدة طويلة من الطويل ذكرناها كلها في (٦) شواهد الإضافة] (٧).

قوله: "الواشون": جمع واش وهو النمام، و "الحبول" بضم الحاء المهملة والباء الموحدة؛ جمع حِبل بكسر الحاء وسكون الباء، وهو الداهية.


(١) في (أ): السنة.
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) وحذف التنوين من الضرائر الشعرية من ضرورة نقص الحرف، وحذف التنوين قد يكون من الاسم المنصرف وقد يكون الحذف لالتقاء الساكنين كما في البيت المذكور. ينظر أوزان الشعر وقوافيه من مسرحية كليوباترا (١٥٥).
(٤) ابن الناظم (٢٠٧).
(٥) البيتين من بحر الطويل، من قصيدة طويلة في الغزل، لكثير عزة، وهما في ديوانه (١٠٨) بتحقيق: إحسان عباس، وانظر أيضًا الديوان بشرح مجيد طراد (١٧٨)، وانظر شرح شواهد المغني (٥٨١)، واللسان مادة: "حبل" وروايته في الديوان:
فلا تعجلي يا ليل أن تتفهمي … بنصح أتى الواشون أم بحبول
(٦) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٧) ينظر الشاهد رقم (٦٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>