للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"حين": نصب على الظرف، والعامل فيه أتاني، قوله: "بأعلى" الباء فيه بمعنى في، أي: في أعلى القنتين، قوله: "عجيب" بالرفع صفة كتاب.

الاستشهاد فيه:

على جواز التنازع في ثلاثة، وأنه لا يوجد في أكثر من ذلك، وظاهر كلام ابن عصفور وابن مالك جواز تنازع أكثر من ثلاثة، ولكن المسموع إنما هو ثلاثة؛ كما هو في البيت المذكور (١)، والله تعالى أعلم.

الشاهد الأربعون بعد الأربعمائة (٢)، (٣)

................................ … لقيتُ ولمْ أَنْكُلْ عنِ الضَّرْبِ مِسمَعًا

أقول: قائله هو المرار الأسدي، كذا نسب في الكتاب، ونسبه الجرمي في المدخل المسمى بالفرج لمالك بن زُغْبَة الباهلي، وصدره:

لقد عَلِمَتْ أُولِي المُغِيرةِ أَنَّنِي … ...........................

وبعد البيت المذكور هو قوله:

٢ - ومَا كُنتُ إلا السَّيفُ لاقَى ضَرِيبَةً … فقطعها ثم انثنى فتقطَّعَا

٣ - وإني لأُعْدِي الخيلَ تعثرُ بالقنَا … حفاظًا على المولَى الحريد ليمنعَا

٤ - ونَحنُ جَلَبنَا الخيَلَ من سوقِ حِمْيَرٍ … إلى أن وطئنَا أهلَ حِمْيَرَ نُزَّعَا

وهي من الطويل.

قوله: "أولي المغيرة" يعني: أولها، والمغيرة -بضم الميم وكسر الغين المعجمة بعدها ياء ساكنة وهي الخيل التي تغير، قوله: "أنني لقيت" وفي رواية: لحقت؛ وهكذا هي في رواية


(١) قال ابن مالك في شرحه للتسهيل (٢/ ١٧٦، ١٧٧)، وقد سرد عدة أبيات في ذلك منها بيت الشاهد فقال: " … فهذه الأبيات الثلاثة قد تنازع في كل واحد منهما ثلاثة عوامل، أعمل آخرها وألغي أولها وثانيها، وعلى هذا استقر الاستعمال، ومن أجاز إعمال غير الثالث فمستنده الرأي؛ إذ لا سماع في ذلك، وقد أشار إلى ذلك أبو الحسن بن خروف في شرح كتاب سيبويه واستقرأت الكلام فوجدت الأمر كما أشار إليه".
(٢) توضيح المقاصد (٢/ ٥٩).
(٣) البيت من بحر الطويل، قيل: للمرار الأسدي، وقيل: لمالك بن زغبة الباهلي، من قصيدة كلها في الفخر والشجاعة والقتال، وانظر بيت الشاهد في الكتاب (١/ ١٩٣)، والمقتضب (١/ ١٤)، وشرح أبيات سيبويه (١/ ٦٠)، وابن يعيش (٦/ ٦٤)، والدرر (٥/ ٢٥٥)، والهمع (٢/ ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>