للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "لما استقلت" ويروى: حين استقلت؛ أي: ارتفعت وانتهضت، و"المطايا": جمع مطية، وهي الناقة التي يركب مطاها؛ أي: ظهرها، و"الظعن" -بفتح تين، الرحيل والسفر، وهو مصدر من ظعن يظعن إذا سار.

الإعراب:

قوله: "لولا": لربط امتناع التالي لوجود الأول نحو: لولا زيد لهلك عمرو، أي: لولا زيد موجود لهلك عمرو، قوله: "اصطبار": مبتدأ، وخبره محذوف، والتقدير: لولا اصطبار موجود أو حاصل، قوله: "لأودى كل ذي مقة": جواب لولا، والسلام مفتوحة، وأودى: فعل ماض، و"كل ذي مقة": كلام إضافي فاعله، وقوله: "لما": ظرف، و"مطايهن": فاعل استقلت، و"للظعن": جار ومجرور، يتعلق بقوله "اسعقلت"، والسلام فيه للتعليل.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "اصطبار" فإنَّه (١) مبتدأ مع أنَّه نكرة، والمسوغ لوقوعه مبتدأ كونه تلو: "لولا" وهو من جملة المخصصات المعدودة (٢).

الشاهد الثامن والخمسون بعد المائة (٣)، (٤)

بَنُونَا بَنُو أبنائِنا وَبَنَاتُنَا … بَنُوهُنَّ أبناءُ الرِّجالِ الأبَاعِدِ

أقول: هذا البيت استشهد به النحاة على جواز تقديم الخبر على ما يأتي الآن، والفرضيون على دخول أبناء الأبناء في الميراث، وأن الانتساب إلى الآباء، والفقهاء كذلك في الوصية، وأهل المعاني والبيان في التشبيه، ولم أر أحدًا منهم عزاه إلى قائله.

وهو من الطَّويل.


(١) في (أ): وإنه.
(٢) علة وقوع النكرة بعد لولا وعدها من المسوغات للابتداء بالنكرة هو أن "لولا" تستدعي جوابًا يكون معلقًا على جملة الشرط التي يقع المبتدأ فيها نكرة، فيكون ذلك سببًا في تقليل شيوع هذه النكرة. ينظر شرح الأشموني على ألفية ابن مالك (١/ ١٠١).
(٣) ابن الناظم (٤٥)، وأوضح المسالك (١/ ١٤٥)، وشرح ابن عقيل (١/ ٢٣٣).
(٤) البيت من بحر الطَّويل، وهو مجهول القائل، ينظر الإنصاف في مسائل الخلاف للأنباري (١/ ٦٦)، والمساعد لابن عقيل (١/ ٢٢١)، وشرح التصريح (١/ ١٧٣)، وشرح شواهد المغني (٢/ ٨٤٨)، ومغني اللبيب لابن هشام (٢/ ٤٥٢)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ١٠٢)، وابن يعيش (١/ ٩٩)، (٩/ ١٣٢)، والمعجم المفصل في شواهد العربية (٢/ ٤٠٥) ونسبه للفرزدق ولم أعثر عليه في ديوانه تحقيق: علي فاعور ..

<<  <  ج: ص:  >  >>