(٢) يجوز تقديم الخبر إن لم يوهم ابتدائيته نحو: قائم زيد. فإن أوهم بأن كانا معرفتين أو نكرتين لكل منهما مسوغ ولا مبين للمبتدأ من الخبر، فأيهما قدمت فهو المبتدأ نحو: زيد أخوك، وأفضل من زيد أفضل من عمرو، فإن وجد مبين جاز تقديم الخبر كقوله: ( … البيت) فبنونا: خبر مقدم، وبنو أبنائنا: مبتدأ مؤخر. كما يجوز تقديمه إن لم يوهم فاعلية المبتدأ نحو: زيد قام، فلو قدم (قام) لأوهم أن زيدًا فاعل، ولهذا إذا برز الضمير نحو: الزيدان قاما، والزيدون قاموا، يجوز التقديم في الأصح. كذلك لا يجوز تقديمه إن اقترن بالفاء نحو: الذي يأتيني فله درهم؛ لأن الفاء دخلت لشبهه بالجزاء، والجزاء لا يتقدم على الشرط. وكذا إذا اقترن بإلا لفظًا نحو: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ﴾، أو معنى كقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ .... ينظر المساعد لابن عقيل (١/ ٢٢٠ - ٢٢٣). وقد جمع ابن مالك مواضع جواز تقديم الخبر على المبتدأ فقال: "والأصل تأخير الخبر، ويجوز تقديمه إن لم يوهم ابتدائية الخبر، أو فاعلية المبتدأ، أو يقرن بالفاء، أو بإلا لفظًا أو معنى في الاختيار، أو يكن لمقرون بلام الابتداء، أو لضمير الشأن أو شبهه، أو لأداة الاستفهام أو شرط، أو مضاف إلى إحداهما" -تسهيل الفوائد بشرحه لابن مالك (١/ ٢٩٦). (٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب).