للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه:

في قوله: "فنعم صاحب قوم" حيث رفع "فنعم" "صاحب قوم"، وهو نكرة مضافة، وهذا لغة قوم من العرب حكاها الأخفش عنهم أنهم يرفعون بنعم النكرة مفردة ومضافة، ولذلك استشهد به أبو علي في الإيضاح على دخول نعم على مرفوع مضاف إلى ما لا ألف ولا لام فيه على الوجه الشاذ، وقال: هي لغة قوم من العرب فيما زعم الأخفش، يرفعون النكرة المضافة بنعم وبئس تشبيهًا لها بما أضيف إلى ما فيه الألف واللام (١).

الشاهد الخامس والثمانون بعد السبعمائة (٢)، (٣)

بِئْسَ قَوْمُ اللهِ قَوْمٌ طُرِقُوا … فَقَرَوْا جَارَهُمْ لَحْمًا وَحِرْ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وبعده:

٢ - وَسَقَوْهُ فِي إِنَاءٍ كَلِعٍ … لَبَنًا مِنْ درِّ مخْرَاطٍ فَئِرْ

وهما من الرمل.

قوله: "طُرقوا": من الطروق وهو إتيان الأهل ليلًا، قوله: "فقروا": من قري الضيف، وقوله: "وَحِر" بفتح الواو وكسر الحاء المهملة وفي آخره راء، وهو اللحم الذي تدب عليه الوحرة وهي دابة تشبه العظاية.

٢ - قوله: "كلع" بفتح الكاف وكسر اللام وفي آخره عين مهملة، يقال: إناء كلع إذا التبد عليه الوسخ، وسقاء كلع إذا تركب عليه تراب (٤).

قوله: "من در مخراط" أي: من لبن مخراط، يقال: شاة مخراط؛ من الخرط وهو داء يصيب الضرع فيخرج اللبن متعقدًا كقطع الأوتار، وقال ابن فارس: يقال: شاة مخراط بكسر


(١) قال ابن يعيش (٧/ ١٣١): "وقد جاء نعم وبئس على غير المذهبين، قالوا: نعم غلام رجل زيد، فرفعوا بنعم النكرة المضافة إلى ما لا ألف ولا لام فيه، زعم الأخفش أن بعض العرب يقول ذلك وأنشد لحسان بن ثابت، وقيل: هو لكثير بن عبد الله النهشلي، ثم ذكر البيت، وقال: قال أبو علي: وذلك ليس بالشائع ولا يجوز ذلك على مذهب سيبويه؛ لأن المرفوع بنعم وبئس لا يكون إلا دالًّا على الجنس"، وقال الأشموني (٣/ ٢٨): "وأجاز الفراء أن يكون مضافًا إلى نكرة ثم ذكر البيت".
(٢) توضيح المقاصد (٣/ ٨٢)، وموضع البيت بياض في (أ).
(٣) البيت من بحر الرمل مجهول النسب، وانظره في الأشموني بحاشية الصبان (٣/ ٢٩)، والدرر (٥/ ٢٠٦، ٢١٧)، والارتشاف (٣/ ١٩، ٢٤)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٨٥).
(٤) نصه في الصحاح للجوهري مادة: "كلع".

<<  <  ج: ص:  >  >>