للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الثاني والستون بعد الثمانمائة (١)، (٢)

مَا أُبَالِي أَنَبَّ بالحَزْنِ تَيسٌ … أَمْ جَفَانِي بِظَهْرِ غَيبٍ لَئِيمُ

أقول: قائله هو حسان بن ثابت الأنصاري ﵁، وهو من الخفيف.

قوله: "أنب" الهمزة فيه للاستفهام على ما نذكره، و "نب" بالنون وبالباء الموحدة؛ من نب التيس ينب من باب ضرب يضرب نبيبًا إذا صاح وهاج، و "الحزن" بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي، وهو في اللغة ما غلظ من الأرض وصلب، ولكن المراد هاهنا بلاد العرب فإن بلاد العرب تسمى حزنًا.

الإعراب:

[قوله: "] (٣) ما أبالي": جملة من الفعل والفاعل وقد دخلها حرف النفي، قوله: "أنب": الهمزة للاستفهام، و "نب": فعل ماض، و "تيس": فاعله، والباء في بالحزن للظرف، قوله: "أم" متصلة، و"جفاني": جملة من الفعل والمفعول، و"لئيم": فاعله، والباء في بظهر غيب للظرف -أيضًا-.

الاستشهاد فيه:

أن "أم" متصلة وقعت بين جملتين فعليتين، والجملة في معنى المفرد، والتقدير: ما أبالي أكان من قيس نبيب أم من لئيم جفاء، فهذان فعلان لفاعلين، وقد يكونان لفاعل واحد، كما في قولك: أقام زيد أم قعد، والتقدير: أكان من زيد قيام أم قعود؟ (٤).


(١) ابن الناظم (٢٠٦).
(٢) البيت من بحر الخفيف، وقائله حسان بن ثابت الأنصاري، وانظره في الديوان (٤٣١)، بشرح البرقوقي، والكتاب لسيبويه (٣/ ١٨١)، وشرح أبيات سيبويه (٢/ ١٤١)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٦٠)، والمقتضب (٣/ ٢٩٨)، والخزانة (١١/ ١٥٥، ١٥٧، ١٧٢).
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٤) أم المتصلة التي تسبقها همزة ويصلح موضعها لأي، تقول: أيهم ضربت أزيدًا أم عمرًا أم خالدًا، وسميت متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغني أحدهما عن الآخر، ولا يحصل الفاعل إلا بهما، ومصحوباها قد يكونان فعلين لفاعلين متباينين أو اسميتين كما سيأتي. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٥٩، ٣٦٠)، والارتشاف (٦٥١)، والجنى الداني (٢٠٤، ٢٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>