للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأولها هو قوله:

١ - أَجِدَّكَ لا يَصْحُو الفُؤَادُ المُعَلَّلُ … وقد لاحَ مِنْ شَيْبٍ عِذَارٌ وَمِسْحَلُ

٢ - ألا لَيْتَ أن الظَّاعِنيَن بذِي الغَضَا … أَقَامُوا وَبَعْضَ الآخَرِينَ تَحَمَّلُوا

قوله: "القتلى": جمع قتيل، قوله: "تمج" أي: ترمي وتقذف، و "دجلة" بكسر الدال؛ نهر العراق، قوله: "أشكل" يقال: ماء أشكل إذا خالطه الدم، والأشكل: الذي تخالطه حمرة، وعين شكلاء إذا خالط بياضها حمرة، فإن كان سوادها يضرب إلى الخضرة فهي الزرقاء.

الإعراب:

قوله: "فما زالت القتلى" الفاء للعطف، و "القتلى": اسم ما زالت، و "تمج دماءها": جملة من الفعل والفاعل والمفعول؛ خبرها، قوله: "بدجلة" الباء ظرفية، أي: في دجلة، قوله: "حتى" حرف ابتداء، وقوله: "ماء دجلة": كلام إضافي مبتدأ، و "أشكل": خبره.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "حتى" حيث دخلت على الجملة الاسمية لأنها ابتدائية؛ يعني: حرف تبتدئ بعده الجمل أي تستأنف. فافهم (١).

الشاهد الحادي والسبعون بعد الألف (٢)، (٣)

يا ناقَ سِيرِي عَنَقًا فسِيحًا … إلى سُلَيْمَانَ فَنَسْتَرِيحَا

أقول: قائله هو أبو النجم العجلي، واسمه الفضل بن قدامة، وهو من الرجز المسدس.


(١) اختلف في الجملة الواقعة بعد "حتى" الابتدائية وموقعها من الإعراب فاختار الزجاج وابن درستويه أن تكون هذه الجملة لها موضعها من الإعراب وموضعها هو موضع جر. معاني القرآن وإعرابه للزجاج (١/ ٢٨٦).
واختار الجمهور في الجملة بعد "حتى" أن تكون لا موضع لها من الإعراب وممن نص على ذلك الأنباري وابن هشام وغيرهما، والحجة أن ما له موضع إعرابي هو ما يقع موقع المفرد بخلاف هنا، قال الأنباري: "فإن قيل: فهل يكون للجملة بعدها موضع من الإعراب؟ قيل: لا يكون للجملة بعدها موضع من الإعراب؛ لأن الجملة إنما يحكم لها بموضع من الإعراب إذا وقعت موقع المفرد يجوز أن تقع وصفًا نحو: مررت برجل يكتب، أو حالًا نحو: جاءني زيد يضحك، أو خبر مبتدأ نحو: زيد يذهب، وإذا لم تقع هاهنا موقع المفرد فينبغي ألا يحكم لها بموضع من الإعراب" أسرار العربية (٢٦٧، ٢٦٨)، وينظر مغني اللبيب بحاشية الأمير (١/ ١١٦).
(٢) ابن الناظم (٢٦٦)، وأوضح المسالك (٤/ ١٦٥)، وشرح ابن عقيل (٤/ ١٢).
(٣) البيت من بحر الرجز، مطلع أرجوزة لأبي النجم العجلي يمدح فيها سليمان بن عبد الملك، وفيها يصف الناقة والحمار الوحشي، ديوان أبي النجم (٨٢)، علاء الدين أغا، وانظرهما في الكتاب (٣/ ٣٥)، والمقتضب (٢/ ١٤)، وابن يعيش (٧/ ٢٦)، والتصريح (٢/ ٢٣٩)، والهمع (١٨٢)، والدرر (٣/ ٥٢)، (٤/ ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>