تعددت مصادر كتاب المقاصد النحوية الكبرى للعيني، وذلك بسبب تعدد فنونه وتنوع أغراضه؛ وذلك لأن الحديث عن الشواهد كان من عدة نواحٍ، فمن بحورها إلى قائليها إلى ترجمة هؤلاء القائلين، إلى ذكر القصيدة أو المقطوعة التي منها الشاهد، إلى السبب والغرض الذي قيلت فيه، إلى شرح مفردات القصيدة والاستشهاد على ذلك الشرح بآيات قرآنية، أو شواهد شعرية، ثم إلى بيان معنى الشاهد، وما اشتمل عليه من لغات أدبية أو وجوه بلاغية، إلى البيت الذي يجعل المعرب يتعرض لكثير من أبواب النحو وقضاياه، ثم يكون ختام الحديث عن وجه الاستشهاد بالبيت، واختلاف النحويين في ذلك.
ومن هنا كثرت مصادر الكتاب، وتعددت وتنوعت فكان منها النحوية واللغوية، ومنها كتب شرح الشواهد، ومجموعات الأشعار، ودواوين الشعراء، ومنها كتب التراجم والتاريخ، وغير ذلك وهو كثير.
وقد ذكر العيني مصادر كتابه، وما رجع إليه من مؤلفات ومصنفات مرتين، واحدة في مقدمة كتابه، وهي مجملة، والأخرى في آخر كتابه، وهي مفصلة، وسأذكر هنا النص، يقول العيني في مقدمة كتابه، وذكر عنوانه: (اجتهدتُ في تصنيفه بُرْهَةً من الزمان، وجاهدتُ في تأليفه مدة من الأوان، بعد مراجعة شديدة إلى كتب عديدة، ومطالعة مديدة في دواوين سديدة، مع مقاساة العناء والنصَب من حوادث الزمان، ومكابدة تجرع الغصص من أهل الحسد والجهل والطغيان، وكساد سوق العالم وبوار بضاعته النفيسة، ورواج معاش الجهل وتقدمه في صناعته الخسيسة، وإلى الله المشتكى وعليه التكلان، وفي كل أمر هو المستعان، فجاء بحمد الله وفيه شفاء صدور المنتهين، وكفاية مؤنة المشتغلين المبتدئين، مشتملًا على فوائد جسيمة، وفرائد من النكات العظيمة، على أن نفعه