للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الخامس عشر بعد الألف (١) , (٢)

قَلِيلًا بِهِ ما يحْمَدَنَّكَ وَارِثٌ … ..............................

أقول: قائله هو حاتم الطائي وتمامه:

........................... … إذا نال مما كنت تجمع مغنمَا

وهو من قصيدة طويلة من الطويل، قد ذكرناها في شواهد المفعول له (٣).

الإعراب:

قوله: "قليلًا": نصب على أنه صفة لمصدر محذوف أي: حمدًا قليلًا، والضمير في "به" يرجع إلى المال في البيت الذي قبله، وهو قوله:

أهن للذي تهوى التلاد فإنه … إذا مت كان المال نهبًا مقسمًا

وكلمة ما زائدة، وقوله: "وارث": فاعل يحمدنك، والمعنى: يحمدنك وارثك بعد استيلائه على مالك حمدًا قليلًا.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "يحمدنك" حيث أكده الشاعر بالنون الثقيلة، والتأكيد في مثل هذا الموضع قليل، وهو أن يكون بعد ما الزائدة التي لم تسبق بإن (٤).


= زيد الآن، ولا يجوز ليفعلنّ. ومنع البصريون هذا الاستعمال استغناء عنه بالجملة الاسمية المصدرة بالمؤكد؛ كقولك: والله إن زيدًا ليفعل الآن، وأجازه الكوفيون ويشهد لهم قراءة ابن كثير في قوله تعالى: ﴿لأقسم بيوم القيامة﴾ [القيامة: ١]، وقول الشاعر: (البيت). ينظر شرح الألفية لابن الناظم (٦٢٠، ٦٢١).
(١) ابن الناظم (١٤٠)، وتوضيح المقاصد (٤/ ٩٧)، وأوضح المسالك (٤/ ١٠٢).
(٢) البيت من بحر الطويل، من قصيدة لحاتم الطائي، كلها في المواعظ والحكم الاجتماعية، ديوانه (٨٤)، تحقيق: مفيد قميحة، وانظر بيت الشاهد في: شرح الأشموني (٢/ ٤٩٧)، والتصريح (٢/ ٢٠٥).
(٣) ينظر الشاهد رقم (٤٥٣).
(٤) يؤكد المضارع بالنون إذا كان بعد ما الزائدة غير المقترنة بإن قليلًا، وقد عللوه بقولهم: وإنما كان لهذا التوكيد شيوع من قبل أن "ما" لما لازمت هذه المواضع أشبهت عندهم لام القسم فعاملوا الفعل بعدها معاملته بعد اللام، قال ابن يعيش: "وقد دخلت هذه النون في الخبر وإن لم يكن فيه طلب وهو قليل؛ قالوا: (بجهد ما تبلغن وبعين ما أرينك)، شبهوا دخول (ما) في هذه الأشياء بدخولها على الجزاء، وجعلوا كونه لا يبلغ إلا بجهد بمنزلة غير الواجب الذي لا يبلغ، وقوله: بعين ما أرينك، أي: أتحقق ذلك ولا شك فيه، فهو توكيد ودخلت (ما) لأجل التوكيد وشبهت باللام في ليفعلن، فأما قول الشاعر: ربما أوفيت .. إلخ، والذي حسن دخول النون زيادة (ما) مع (رب) =

<<  <  ج: ص:  >  >>