للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه ها هنا:

في قوله: "قالت وإن" حيث حذف فيه الشرط والجزاء معًا؛ لأن التقدير: وإن كان فقيرًا [معدمًا] (١) قبلته، وقال الشيخ أبو حيان: وإن كان كما تصفنه تزوجته (٢).

ونص ابن مالك على أن حذف الشرط والجزاء بعد إن مختص بالضرورة (٣)، وتبع في ذلك ابن عصفور؛ فإنَّه ذكر أنَّه إذا لم يكن بتعويض فلا يجيء إلَّا في الشعر، ولم ينص غيرهما على أن ذلك ضرورة؛ بل قالوا: ويجوز حذف فعل الشرط والجزاء إذا فهم المعنى (٤).

الشاهد الرابع والعشرون بعد المائة والألف (٥) , (٦)

لَئِنْ مُنيتَ بِنَا عَنْ غِبٍّ مَعْرَكَةٍ … لا تُلْفِنَا عن دِماءِ القومِ نَنْتَفِلُ

أقول: قائله هو الأَعشى ميمون بن قيس، وهو من قصيدته المشهورة التي أولها هو قوله (٧):

١ - ودِّعْ هُريرةَ إِن الرَّكْبَ مُرْتَحِلٌ … وهلْ تُطِيقُ وَدَاعًا أَيُّهَا الرَّجُلُ

إلى أن قال:

٢ - لئنْ قتلتُمْ عَمِيدًا لم يَكُنْ صدَدًا … لنَقْتُلَنْ مِثْلَهُ مِنْكُمْ فَنَمْتَثِلُ

٣ - لئنْ مُنيتَ بِنَا عنْ غِبٍّ مَعْرَكَةٍ … ..................... إلخ


(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) الذي في الارتشاف (٢/ ٥٦١): "وأما حذف فعل الشرط وفعل الجزاء معًا وإبقاء "إن" فقيل هو مختص بالضرورة".
(٣) قال ابن مالك في التسهيل: "ويحذفان بعد "إن" في الضرورة" (٢٣٩). وقال في شرح الكافية الشافية: "ومثال حذف الشرط والجزاء معًا قول الراجز (البيت) أي قالت: وإن كان فقيرًا معدمًا هويته ورضيته، وقال السيرافي: ويقول القائل: لا آتي الأمير لأنه جائر فيقال: إيته وإن، يراد بذلك: وإن كان جائرًا فأْته، وهذا -أعني حذف الجزأين معًا- لا يجوز مع غير إن وهو مما يدل على أصالتها في باب المجازاة" شرح الكافية الشافية (١٦١٠).
(٤) قال ابن عصفور في الضرائر: "ومنه حذف فعلي الشرط والجواب بعد "إن" نحو قول امرأة من العرب (البيت ومعه عدة أبيات) تريد وإن كان فقيرًا معدمًا فزوجينيه، ولم يجيء ذلك في غير"إن" من أدوات الشرط، وسبب ذلك أنها أم أدوات الشرط فجاز فيها من التصرف ما لم يجز في غيرها". (١٨٤، ١٨٥) وقال في المقرب (١/ ٢٧٧): "يجوز حذفهما أَيضًا في الشعر إذا كان في الكلام ما يدل على ذلك، ثم أنشد البيت".
(٥) ابن الناظم (٢٧٦)، وتوضيح المقاصد (٤/ ٢٦٢)، وشرح ابن عقيل (٤/ ٤٥).
(٦) البيت من بحر البسيط، من قصيدة طويلة للأعشى قالها ليزيد بن مسهر الشَّيبانِيّ، وفيها أكثر من خمسة شواهد نحوية، انظر ديوان الأَعشى (١٤٩)، ط. دار صادر، وانظر تزييف الشاهد في كتابنا تغيير النحويين للشواهد (٢٦٥).
(٧) ديوان الأَعشى (١٥٠)، دار الكاتب العربي، و (٩١) شرح وتعليق: د. محمَّد محمَّد حسين، جامعة الإسكندرية، المكتب الشرقي بيروت، و (١٤٤) ط. دار صادر بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>