(٢) العطف على الموضع قبل تمام الخبر لا يجوز لأنه حمل على التأويل، ولا يصح تأويل الكلام إلا بعد تمامه، فيجوز: إن زيدًا وعمرًا منطلقان، ولا يجوز الرفع في عمرو بالعطف على الموضع لأن الكلام لم يتم؛ إذ الخبر متأخر عن الاسم المعطوف، ولكن لو قلت: إن زيدًا وعمرو منطلقان جاز على التقديم والتأخير كأنك قلت: إن زيدًا منطلق وعمرو ومثله البيت والتقديرُ: فإني لغريب بها وقيار أيضًا، وهذا رأي سيبويه والمحققين وأجاز الكسائي رفع المعطوف بعد (إن) قبل الخبر مطلقًا فيجيز: إن زيدًا وعمرو قائمان، وانك وزيد ذاهبان، ووافقه الفراء إن خفي إعراب الاسم نحو: إنك وزيد ذاهبان، واستدلا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [المائدة: ٦٩] فالصابئون رفع بالعطف على موضع (إن) ولم يأت بالخبر وضعف هذان المذهبان. ينظر ابن يعيش (٨/ ٦٨، ٦٩)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٥١)، والكتاب (٢/ ١٥٦)، والمغني (٤٧٤، ٤٧٥). (٣) أوضح المسالك لابن هشام (١/ ٣٦٤). (٤) البيت من بحر الرجز للحجاج كما هو في الدرر (٦/ ١٨٧)، والتصريح (١/ ٢٣٠) وليس في ديوانه، وقد نسب لرؤبة وهو في ملحق ديوانه (١٧٦)، وانظره في مجالس ثعلب (١/ ٣١٦)، والهمع (٢/ ١٤٤).