للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الجشع وهو الحرص على الأكل.

والاستشهاد فيه هاهنا:

في قوله: "بأعجلهم" فإن وزنه أفعل ولكنه لغير التفضيل؛ إذ معناه: لم أكن بعجيلهم، فافهم (١).

الشاهد السادس بعد الثمانمائة (٢)، (٣)

إِذَا سَايَرَتْ أَسْمَاءُ يَوْمًا ظَعِينَةً … فَأَسْمَاءُ مِنْ تِلْكَ الظَّعِينَةِ أَمْلَحُ

أقول: قائله هو جرير بن الخطفي التميمي، وهو من الطويل.

قوله: "سايرت": من المسايرة، و"أسماء": اسم امرأة، و"الظعينة": الهودج كانت فيه امرأة أو لم تكن، ثم سميت المرأة ظعينة ما دامت في الهودج، و"أملح": أفعل التفضيل من ملح الشيء بالضم يملح ملحًا وملوحةً وملاحة؛ أي: حسن فهو مليح وملاح بالضم والتخفيف.

الإعراب:

قوله: "إذا" للشرط، و"سايرت أسماء": جملة من الفعل والفاعل وقعت فعل الشرط، و "يومًا": نصب على الظرف، و"ظعينة": نصب على المفعولية، قوله: "فأسماء". مبتدأ، و"أملح": خبره، والجملة جواب الشرط فلذلك دخلت عليها الفاء.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "من تلك الظعينة أملح" حيث قدمت كلمة "من" فيه على أملح الذي هو أفعل التفضيل؛ إذ التقدير: فأسماء أملح من تلك الظعينة، وهذا شاذ؛ لأن محل ذلك في الاستفهام نحو: من أيهم أنت أفضل؟ فافهم (٤).


(١) ينظر الشاهد رقم (٧٩٩).
(٢) غير موجود بابن الناظم، وهو في أوضح المسالك (٣/ ٢٩٣)، وشرح ابن عقيل (٣/ ١٨٦)، والبيت موضعه بياض في (أ).
(٣) البت من بحر الطويل، من قصيدة طويلة في النقائض لجرير يهجو فيها الفرزدق والأخطل بدأها بالغزل، ورواية البيت في الديوان: "تجمع ظعينة"، وانظر بيت الشاهد في الديوان (١٠٧)، طبعة: دار صعب بيروت، و (٨٣٤) ط. دار المعارف، وهو في تذكرة النحاة (٤٧)، وشرح التصريح (٢/ ١٠٣)، وشرح عمدة الحافظ (٧٦٦)، وشرح الأشموني (٣/ ٥٢).
(٤) ينظر الشاهد (٨٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>