للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخبره قوله: "راض" وقوله: "بما عندك" يتعلق به، قوله: "والرأي مختلف": جملة من المبتدأ والخبر وقعت حالًا.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "نحن بما عندنا" حيث حذف فيه الخبر وهو قوله: "راضون" وإنما حذف الخبر ها هنا لدلالة خبر المبتدأ الثاني عليه، وهو قليل وفيه شذوذ (١).

الشاهد الخامس والسبعون بعد المائة (٢) , (٣)

لَوْلَا أَبُوكَ وَلَوْلا قَبلَهُ عُمَرٌ … أَلْقَتْ إِلَيكَ مَعَدٌّ بِالْمقَالِيدِ

أقول: قائله هو أبو عطاء السندي، وهو مرزوق، وقيل: أفلح بن يسار -وهو الأصح مولى بني أسد ثم مولى عنبر بن سماك بن حصين الأسدي، منشؤه بالكوفة، وهو من مخضرمي الدولتين، مدح بني أمية وبني هاشم وكان أبوه يسار سنديًّا أعجميًّا لا يفصح، مات أبو عطاء في آخر أيام المنصور، وعن المدائني: كان أبو عطاء مع ابن هبيرة (٤)، وهو يبني مدينته التي على شاطئ الفرات فأعطى ناسًا كثيرًا ولم يعطه شيئًا، فقال (٥):

١ - قَصَائِدُ حِكْتُهُنَّ لِقَوْمِ قَيسٍ … رَجَعْنَ إِلَيَّ صفْرًا خَائِبَاتِ

٢ - رَجَعْنَ وَمَا أَفَأْنَ عَلَيَّ شَيئًا … سِوَى أني وَعَدْتُ التُّرَّهَاتِ

٣ - أَقَامَ عَلَى الفُرَاتِ يَزِيدُ حَوْلًا … فَقَال النَّاسُ أيُّهُمَا الفُرَاتُ

٤ - فَيَا عَجَبًا لِبَحْرٍ ظَل يَسْقِي … جَميعَ الخَلقِ لَمْ يبللْ لهَاتِي


(١) يشير بهذا إلى جواز حذف الخبر إذا دل عليه دليل، وأكثر ذلك في الجوابات كأن تقول: مَنْ عندك؟ فتقول: زيد أي: زيد عندي، ألا ترى أنَّه ترك للعلم به. ينظر ابن يعيش (١/ ٩٤)، والمغني (٦٢٢)، والكتاب لسيبويه (١/ ٧٥)، وقال ابن هشام: "إذا دار الأمر بين كون المحذوف أولًا أو ثانيًا، فكونه ثانيًا أولى وفيه مسائل ..... السابعة: نحو زيد وعمرو قائم، ومذهب سيبويه أن الحذف فيه من الأول لسلامته من الفصل، ولأن فيه إعطاء الخبر للمجاورة .... وأما هنا فلو كان (قائم) خبرًا عن الأول لوقع في موضعه؛ إذ لا ضرورة تدعو إلى تأخيره إذ كان الخبر يحذف بلا عوض نحو: زيد قائم وعمرو من غير قبح في ذلك ثم قال .... الخلاف إنما هو عند التردد وإلا فلا تردد في أن الحذف من الأول ثم ذكر البيت". المغني (٦٢١، ٦٢٢).
(٢) شرح ابن عقيل (١/ ٢٤٨).
(٣) البيت من بحر البسيط، نسب في مراجعه إلى أبي عطاء السندي (أموي) يمدح المثنَّى بن يزيد، وانظر هذا وبيتين معه في ذيل الأمالي والنوادر لأبي علي القالي (٩٥).
(٤) ابن هبيرة: هو عمر بن هبيرة بن سعد الفزاري (ت ١١٠ هـ). الأعلام (٥/ ٦٩).
(٥) الأبيات من بحر الوافر وهي في الأغاني (١٧/ ٣٣٣، ٣٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>