للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واللام؛ إذ أصله: ما الذي مستفزه الهوى (١)، وهذا نادر (٢)، وقال ابن مالك: وقد يحذف منصوب صلة الألف واللام، ثم مثل بهذا البيت (٣).

الشاهد السابع عشر بعد المائة (٤)، (٥)

لا تَرْكَنَنَّ إِلى الأمْرِ الذي رَكَنتْ … أبناءُ يَعْصُرَ حين اضْطَرَّهَا القَدَرُ

أقول: قد قيل: إن قائله هو كعب بن زهير بن أبي سلمى، [واسم أبي سلمى] (٦) ربيعة بن رباح بن قرط بن الحرث (٧) بن مازن بن حلاوة بن ثعلبة بن هذمة، ويقال: ابن ثور بن هذمة بن الأطم بن عثمان بن عمرو، وهو مزينة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، صاحب القصيدة المشهورة التي أولها (٨):

بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي اليَوْمَ مَتْبُولُ … ..........................

وكان قَدِمَ إلى رسول الله وأنشده القصيدة المشهورة، فأشار رسول الله إلى مَن معه أن اسمعوا، حتى أنشده القصيدة كلها (٩)، وكان قدومه بعد انصراف النبي من الطائف، وكان رسول الله قد أعطاه بُردْة له، وهي التي عند الخلفاء إلى الآن، وكان أبوه زهير قد توفي قبل البعثة بسنة (١٠) -والله أعلم-، وقبله بيت آخر وهو:

١ - إن تُعْنَ نَفْسُكَ بالأمر الذي عنيتْ … نفوسُ قوم سَمَوْا تَظْفَر بما ظَفِرُوا

وهما من البسيط.


(١) في (أ): ما الذي هو مستفز الهوى.
(٢) في قول المرادي: نادر، وعند ابن هشام: قليل. توضيح المقاصد للمرادي (١/ ٢٥٢)، وأوضح المسالك (١/ ١٢٣).
(٣) شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٢٧)، وقال الدماميني: "وقد يحذف منصوب صلة الألف واللام؛ كقوله: ( … البيت) أي: ما الذي يستفزه الهوى، والجمهور على منع الحذف في مثل ذلك". تعليق الفرائد (٢/ ٢٢٧)، وينظر التصريح (١/ ١٤٦)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٨٩)، والدرر (١/ ٦٨).
(٤) أوضح المسالك لابن هشام (١/ ١٢٣).
(٥) البيت من بحر البسيط نُسب إلى كعب بن زهير، لكنه ليس في الديوان، ط. دار الكتب العلمية، شرح: علي فاعور (١٩٩٧ م)، ولا في ديوانه بشرح أبي سعيد الحسن العسكري، شرح: حنا نصر الحتي، نشر دار الكتاب العربي، أولى (١٩٩٤ م)، كما أنه ليس في طبعة دار الكتب المصرية، ولا في طبعة دار الأرقم اللبنانية.
(٦) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٧) في (أ): الحارث.
(٨) البيت من بحر البسيط في الديوان (٦٠)، شرح: علي فاعور، وتمامه:
.................... … متيم إثرها لَم يُجْزَ مَكبولُ
(٩) ينظر سيرة ابن هشام (١٠٩) وما بعدها.
(١٠) في الأعلام: توفي قبل الهجرة بثلاثة عشر عامًا (٣/ ٥٢)، وكلاهما صواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>