للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنكَ مَنْ حَارَبْتَه لمُحَارَب … شَقِيٌّ وَمَنْ سَالمْتَه لَسَعِيدُ

ثم بعد ذلك حارب المسلمين ووقع في الأسر مرة أخرى، وطلب المن فقال له رسول الله (١) "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، "لا تمسح عارضك، وتقول: خدعت محمدًا مرتين" فقتله، ويقال: إنما أسره وقتله حين خرج إلى حمراء الأسد (٢).

- وحكى قصة عبد الله بن العباس، ونزوله ضيفًا على أعرابي ذبح شاة له وكان لا يملك غيرها تكريمًا لهذا الهاشمي، ولكن عبد الله عوضه كثيرًا، فقال الأعرابي مادحًا إياه من مقطوعة منها هذا الشاهد (٣):

فَعَوَّضَنِي عَنْهَا غِنَايَ وَلَمْ تَكُنْ … تساوي عَنْزِي غيرَ خَمْسِ دراهمِ

- وحكى قصة اتفاق الخوارج على قتل معاوية، وعمرو بن العاص، وعلي بن أبي طالب، ثم نجاة الأولين وقتل الثالث على يد عبد الرحمن بن ملجم -لعنه الله- ذكر ذلك وهو يشرح هذا البيت، وهو لمعاوية (٤):

نَجَوْتُ وقَدْ بَلَّ المُرَاديُّ سَيفَهُ … من ابْن أبي شَيخِ الأَبَاطحِ طالِبِ

- وحكى قصة إطلاق معاوية ليزيد بن مفرغ الحميري من سجن عباد بن زياد بن أبي سفيان، وإرسال معاوية له فرسًا يركبها، فقال يزيد في ذلك وهو بيت الشاهد (٥):

عَدَسْ مَا لِعَبَّادٍ عَلَيكِ إمَارَةٌ … أَمِنْتِ وَهَذَا تَحْمِلِينَ طَلِيقُ

ثانيًا: التراجم:

ترجم العيني لكثير من العلماء الذين كانوا يردون في كتابه، فقد ترجم لجميع الشعراء -إلا القليل- الذين قالوا أييات الشواهد، والقصائد التي شرحها، ولم تكن الترجمة قصيرة، بل كان يترجم للشاعر بالصفحة والصفحتين؛ كما فعل مع لبيد قائل الشاهد الأول في كتابه، وكان يعلل لاسم الشاعر فيقول: "سمي الأخطل لكبر أذنه، يقال: رجل أخطل؛ أي عظيم


(١) الحديث في البخاري، كتاب الأدب، باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين برقم (٦١٣٣)، وفي مسلم كتاب الزهد، باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وفي سنن الدارمي باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين برقم (٢٧٨١) في الجزء (٢/ ٤١١) تحقيق: فواز أحمد زمزلي، وخالد السبع الحلم، ط. دار الريان للتراث بالقاهرة، أولى (١٩٨٧ م)، وفي ابن ماجه، كتاب الفتن، باب العزلة (٢/ ١٣١٨)، عن أبي هريرة، وأيضًا عن ابن عمر.
(٢) موضع بالقرب من المدينة، ينظر محجم البلدان (٢/ ٣٤٦).
(٣) الشاهد رقم (٤٥) من شواهد هذا الكتاب الذي بين يديك.
(٤) انظر الشاهد رقم (٩٦٠) من شواهد هذا الكتاب الذي بين يديك.
(٥) انظر الشاهد رقم (١١٢) من شواهد هذا الكتاب الذي بين يديك.

<<  <  ج: ص:  >  >>