للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإنَّك مُوشِكٌ أَنْ لا تراها … وتَعْدو دُونَ غَاضِرة العَوادي

"إن أم البنين زوج الوليد بن عبد الملك أمرت الشعراء أن ينسبوا بها، ولكن كُثيرًا خشي من الزوج الخليفة، فتغزل في جاريتها غاضرة، وأمَّا وضاح اليمن فتغزل في أم البنين زوج الخليفة فقتله الخليفة".

كما يتحدث عن الغرض الشعري للقصيدة والبيت، فيقول وقد ذكر هذا الشاهد وقصيدته (١):

ضَرُوبٌ بِنَصْلِ السَّيفِ سُوقَ سِمَانِهَا … إذا عدِمُوا زادًا فإنكَ عاقرُ

"وكان أبو طالب رثى بهذه القصيدة أميَّة بن المغيرة المخزومي، وكان خرج إلى الشام فمات في الطَّريق في موضع يقال له سرو سحيم".

تاسعًا: شرح معاني المفردات:

أخذ العيني على نفسه أن يشرح مفردات الشاهد، ويكشف عن معانيها اللغوية؛ ليتضح بعد ذلك معنى البيت، ولم يكتف بشرح الشاهد النحوي، وإنَّما كان يشرح مفردات القصيدة التي منها الشاهد إذا أوردها، أو أورد جزءًا منها، وقد ساعده في ذلك معاجم اللغة التي كانت تحت يده من مثل: معجم الصحاح للجوهري، الذي كان له النصيب الأوفر من النقول في شرح مفردات البيت، يليه بعد ذلك المعاجم الأخرى مثل: الجمهرة لابن دريد، والعباب للصاغاني، وكتب ابن سيده، وابن فارس، وغير ذلك.

كما ساعده في شرح مفردات الشاهد أو القصيدة كتب شروح القصائد مثل: شرح ديوان الحماسة للمرزوقي، أو التبريزي، أو شرح المفضليات للضبي، أو شرح الأعلم لشواهد سيبويه، أو الشعراء الستة الجاهليين، أو أشعار الهذليين للسكري، أو الشروح المختلفة للمعلقات؛ كما ساعده أيضًا شروح الدواوين التي ورد بها الشاهد.

عاشرًا: إعراب الشاهد:

ويتميز كتاب المقاصد النحوية للعيني عن الكتب الأخرى التي تعرضت لشرح الشواهد، وهي كثيرة، أنَّه أعرب البيت الذي أورده من الشروح الأربعة إعرابًا كاملًا مفصلًا؛ حيث تعرض لإعراب مفردات البيت، ثم بيان موقع الجملة لما قبلها، بعد ذكر إعراب المفردات، وغير ذلك من تفاصيل الإعراب، يقول في إعراب الشاهد، وهو للنابغة (٢):


(١) الشاهد رقم (٧٢٣) من شواهد هذا الكتاب.
(٢) ينظر الشاهد رقم (١٠٠٢) من شواهد الكتاب الذي بين يديك.

<<  <  ج: ص:  >  >>