للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معترض بينهما، وإن للشرط، و "شبت لظى الحرب": جملة وقعت فعل الشرط، وجوابه هو قوله: "ظننتك"، "وشبت" على صيغة المجهول (١)، وقوله: "لظى الحرب": كلام إضافي مفعول ناب عن الفاعل، قوله: "فعردت": جملة من الفعل والفاعل، الفاء فيه تصلح للتعليل، وقوله: "فيمن": يتعلق به، و "من": موصولة، والجملة- أعني: "كان عنها معردًا": صلتها، واسم كان مستتر فيه وهو الضمير العائد إلى من، وقوله: "معردًا": خبره، "وعنها" يتعلق به.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ظننتك" فإن الظن فيه يحتمل أن يكون بمعنى اليقين، ويحتمل أن يكون بمعنى الرجحان، ولكن الغالب فيه معنى الثاني كباب حسب وخال (٢).

الشاهد الخامس والثلاثون بعد الثلاثمائة (٣)، (٤)

وكنا حَسبنَا كُلَّ بَيضَاءَ شَحْمَةً … عَشِيَّةَ لاقينا جذامَ وَحِمْيَرَا

أقول: قائله هو زفر بن الحرث (٥) بن معاوية بن يزيد بن عمرو بن الصعق بن خليد بن نفيل بن عمرو بن كلاب الكلابي.

وهو من قصيدة قالها يوم مرج راهط؛ موضع كانت لهم فيه وقعة بالشام، وهو اليوم الذي قتل فيه الضحاك بن قيس الفهري، وبعد البيت المذكور هو قوله:

٢ - فلمَّا لقينَا عصبة تغْلَبِيّةً … يقُودُونَ جُرْدًا في الأعِنَّةِ ضَمَّرَا


(١) قوله: "على صيغة المجهول" فيه تجاوز، وإنما الفعل مبني للمعلوم، ولظى الحرب فاعله.
(٢) تستعمل ظن في اليقين أحيانًا كقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾ [البقرة: ٤٦] وتستعمل لغير اليقين كبيت الشاهد، وتستعمل بمعنى اتهم فتتعدى إلى مفعول واحد كقولك: ظننت عليًّا وكقوله تعالى: ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ [التكوير: ٢٤]، أي: بمتهم"، ينظر ابن يعيش (٧/ ٨١)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٧٨).
(٣) ابن الناظم (٧٤)، وأوضح المسالك (٢/ ٤٣).
(٤) البيت من بحر الطويل نسب في مراجعه إلى زفر بن الحارث، ينظر التصريح (١/ ٢٤٩)، والتذييل والتكميل لأبي حيان (٢/ ٣٢٣)، وتخليص الشواهد (٤٣٥)، وشرح التصريح (١/ ٢٤٩)، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (١٥٥)، وشرح شواهد المغني (٩٣٠)، والمغني (٦٣٦)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٣٣٤)، والشطر الثاني فيه وووى هكذا:
........................ … ليالي لاقينا ...................
(٥) هو زفر بن الحرث الكلابي كبير قيس في زمانه، وهو من التابعين من أهل الجزيرة، وكان من الأمراء، شهد وقعة صفين مع معاوية أميرًا على أهل قنسرين، مات متحصنًا عند مصب نهر الخابور في الفرات حتى مات، وكانت وفاته في خلافة عبد الملك بن مروان، الأعلام (٣/ ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>