للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الحادي والأربعون (١)، (٢)

........................ … لمْ تَهْجُو ولمْ تَدَعِ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وتمامه:

هَجَوْتَ زَبَّانَ ثُمَّ جِئْتَ مُعْتَذِرًا … مِنْ هَجْو زَبَّانَ ................

وهو من البسيط.

و"زبان" بفتح الزاي وتشديد الباء الموحدة؛ اسم رجل، واشتقاقه من الزبب وهو طول الشعر وكثرته.

الإعراب:

قوله: "هجوت" فعل وفاعل، و "زبان" مفعول به، قوله: "ثم جئت" عطف على هجوت، قوله: "معتذرًا" نصب على الحال من الضمير الذي في جئت، وقوله: "من هجو" جار ومجرور متعلق بقوله "معتذرًا" و "زبان" مضاف إليه، وهو مفتوح في موضع الجر؛ لأنه منع من الصرف لأجل العلمية والألف والنون المزيدتين.

قوله: "لم تهجو" جملة من الفعل والفاعل، والمفعول محذوف تقديره: لم تهجوه، وكذا الكلام في قوله: "ولم تدع" أي: ولم تدعه، أي لم تتركه من الهجو، وأراد بهذا الكلام الإنكار عليه في هجوه، ثم اعتذاره عنه؛ حيث لم يستمر على حالة واحدة، فلا هو استمر على هجوه ولا هو تركه من الأول، فصار بين الأمرين، فلا ذم في هجوه لأجل اعتذاره، ولا شكر على اعتذاره لسبق هجوه.

فإن قلت: ما موقع (٣) الجملتين من الجمل الأولى؟.

قلت: وقعتا كاشفتين؛ فلذلك تركا العاطف بينهما فافهم.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لم تهجو" حيث أثبت الشاعر الواو مع الجازم، وقد تقرر في القاعدة أن الياء والواو والألف التي تقع في آخر المضارع تحذف عند الجوازم نحو: لم يغز، ولم يرم، ولم يخش،


(١) توضيح المقاصد (١/ ١١٨).
(٢) البيت من بحر البسيط، لأبي عمرو بن العلاء في نزهة الألباب (٢٤)، وانظره في معجم الأدباء (١١/ ١٥٨)، ومعاني القرآن (١/ ١٦٢)، (٢/ ١٨٨)، وابن الشجري (١/ ٨٥)، والإنصاف (١٥)، وشرح شواهد الشافية (٤/ ٤٠٦)، الضرائر الشعرية لابن عصفور (٤٥).
(٣) في (أ، ب): "ما وقعت".

<<  <  ج: ص:  >  >>