للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - قوله: "ومحبسها على القُرَشِيّ" أي محبس قلوص بني زياد، أراد حبسها، وأراد بالقرشي: حرب بن أمية، أو عبد اللَّه بن جدعان، و "الأدراع" جمع درع، و "الأسياف" جمع سيف، و "حداد" جمع حديدة، من حدّ السيف يَحُدّ حِدَّة إذا صار حادًّا أو حديدًا.

٣ - قوله "الإصاد" بكسر الهمزة، قال الجوهري: ذات الإصاد هو الموضع الذي كان فيه غاية في الرهان بين داحس فرس قيس بن زهير العبسي، والغبراء فرس حذيفة بن بدر الفزاري، وبسببها كانت الوقعة المشهورة في العرب بداحس والغبراء، ودامت بينهم أربعين سنة، و "الإصاد" أجمة (١) كثيرة الحجارة بين أجبل (٢).

٥ - قوله: "إذا منيت" بضم الميم وكسر النون؛ أي إذا ابتليت، قوله: "دلفت له" أي تقدمت له، يقال: دلفت الكتيبة في الحرب؛ أي تقدمت، قوله: "نأدى" بفتح النون والهمزة، قال الجوهري: النآدى: الداهية، ويكون ذكرها للتأكيد (٣).

٦ - قوله: "وقد دلفوا" أي تقدموا إليّ.

الإعراب:

قوله: "ألم يأتيك" الهمزة للاستفهام، ويأتيك: جملة من الفعل والمفعول والفاعل، قوله: "بما لاقت" الباء فيه زائدة، قوله: "والأنباء تنمي" جملة معترضة بين الفعل ومرفوعه، ويحتمل أن يكون: "يأتي وتنمي" قد تنازعا في قوله: "ما لاقت" فأعمل الثاني وأضمر الفاعل في الأول فحينئذ لا يكون اعتراض، ولا حكم بزيادة الباء، فافهم (٤) قوله: "قلوص بني زياد" كلام إضافي وارتفاع قلوص بقوله: لاقت.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ألم يأتيك" حيث أثبت الشاعر الياء مع الجازم (٥)، وفي سر الصناعة رواه يعني أصحابنا: "ألم يأتك"؟ على ظاهر الجزم، فحينئذ لا استشهاد فيه (٦)، وعن الأصمعي: أهل أتاك والأنباء تنمي؟ ولا استشهاد فيه أيضًا.


(١) في (أ): أكمة.
(٢) الصحاح مادة "أصد".
(٣) الصحاح، مادة: "نأد".
(٤) اختلف البصريون والكوفيون في أي العاملين أولى بالعمل في المعمول؟ فاختار البصريون الثاني لقربه، واختار الكوفيون الأول لتقدمه. ينظر الكتاب لسيبويه (١/ ٧٤) توضيح المقاصد (٢/ ٦٥) وفي البيت أعمل الثاني وأضمر في الأول، ولم يفصل بين العامل الثاني ومعموله.
(٥) ينظر الضرائر (٦٢، ٦٣).
(٦) سر صناعة الإعراب (٨٧، ٦٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>