للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - و"جرمة النخل" بكسر الجيم، وهي ما يصرم من البسر، فشبه ما على الهوادج من ألوان الوشي والعهون بالبسر الأحمر والأصفر مع خضرة النخل، و"الجنة": البستان، وخص يثرب وهي مدينة الرسول لأنها كثيرة النخل.

الإعراب:

قوله: "تبصر": جملة من الفعل والفاعل وهو أنت المستكن فيه، وتبصر هاهنا بمعنى: انظر؛ ولهذا عدوه في التعليق، ولكن الأظهر هاهنا أنه من الإبصار بالعين, قوله: "خليلي": منادى مضاف حذف منه حرف النداء، والتقدير: يا خليلي.

و"هل" للاستفهام، و "ترى": جملة من الفعل والفاعل, قوله: "من ظعائن": كلمة من للغاية؛ كما تقول: رأيته من ذاك الموضع فجعلته غاية لرؤيتك؛ أي: محلًّا للابتداء والانتهاء، ويقال: من في هذه المواضع للمجاوزة، والظاهر أنها للابتداء؛ لأن الرأي ابتدأ من عنده وانتهى إليه. فافهم.

قوله: "سوالك": صفة الظعائن، ومنع الصرف لكونه على صيغة منتهى الجموع, قوله: "نقبًا": منصوب بسوالك، و "بين": نصب على الظرف مضاف إلى حزمي الذي هو مضاف إلى شعبعب.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "من ظعائنٍ" حيث صرفه الشاعر وهو غير مصروف؛ لأنه مثل مساجد ففيه العلة التي تقوم مقام العلتين، وإنما صرفه للضرورة (١).

الشاهد الخمسون بعد الألف (٢) , (٣)

نُبِّئْتُ أَخْوَالِي بَنِي يَزِيدُ … ...........................

أقول: قائله هو رؤبة بن العجاج، وتمامه:

.............................. … ظُلْمًا عَلَينَا لَهُمْ فَدِيدُ

وقد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد العلم (٤).


(١) يجوز للضرورة صرف ما لا ينصرف بلا خلاف بين النحويين وهو كثير ومنه شاهدنا. ينظر شرح الأشموني وحاشية الصبان (٣/ ٢٧٣، ٢٧٤)، وحاشية الخضري على شرح ابن عقيل (٢/ ١٠٩).
(٢) أوضح المسالك ومعه مصباح السالك (٤/ ١٢٧).
(٣) بيت من الرجز المشطور لرؤبة بن العجاج، انظره في ديوانه مجموع أشعار العرب (١٧٣) تصحيح وليم بن الورد.
(٤) ينظر الشاهد رقم (٨٣) من هذا البحث.

<<  <  ج: ص:  >  >>