للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ويعدو" فعل وفاعله قوله: "ما يأتمر" وما مصدرية، والتقدير: ويعدو على الرجل ائتماره أمرًا ليس برشد، وذلك أن الرجل إذا ائتمر أمرًا ليس برشد، فكأنه يعدو عليه فيهلكه. وقال الأعلم: معناه يصيبه وينزل عليه مكروه ما يأتمر به ويحمل نفسه على فعله (١): وهذا نحو قول العامة: من حفر حفرة وقع فيها.

فإن قلتَ: ما هذه الواو في قوله: "ويعدو"؟

قلتُ: تصلح لأن (٢) تكون للاستئناف، وتصلح (٣) أن تكون للتعليل على معنى لام التعليل على رأي من أثبت هذا، فيكون المعنى: يا حارثُ بن عمرو، كأني خامرني داء لأجل عدوان الائتمار بأمر ليس برشد، ويصلح أن تكون زائدة على رأي الكوفيين (٤) والأخفش.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ما يأتمرن" حيث أدخل فيه التنوين الغالي، وهو اللاحق للروي المقيد (٥) وهو كتنوين الترنم في عدم الاختصاص بالاسم (٦).

الشاهد الثامن (٧) , (٨)

٨ / قه قَالتْ بَنَاتُ العَمِّ يَا سَلْمَى وَإنْن … كَانَ فَقِيرًا مُعْدَمًا قَالتْ وَإِنْنْ

أقول: قائله هو رؤبة بن العجاج؛ كذا ذكروه، ولم أجده في ديوانه، وتمامه:


(١) أشعار الشعراء الستة الجاهليين (١/ ١١٢).
(٢) في (أ): أن.
(٣) في (أ): ويصلح.
(٤) قال ابن هشام: "والثامن: واو دخولها كخروجها؛ وهي الزائدة، أثبتها الكوفيون والأخفش وجماعة وحمل على ذلك: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾ [الزمر: ٧٣] … إلى آخره. المغني (٢/ ٣٦٢).
(٥) عرفه ابن هشام بقوله: "هو اللاحق لآخر القوافي في القصيدة" وعرف تنوين الترنم بقوله: "وهو اللاحق للقوافي المطلقة بدلًا من حرف الإطلاق وهو الألف والواو والياء". المغني (٢/ ٣٤٢).
(٦) قال ابن مالك: "وقد ذكر تنوين خامس يسمى الغالي كإنشاد بعضهم:
وقاتم الأعماق خاوي المخترفن … .................................
ذكره الأخفش في كتب القوافي وهو أيضًا غير خاص بالأسماء؛ لأنه يلحق الروي المقيد سواء كان بعض اسم أو كان بعض فعل، فقد جاء الاحتراز بتقييد الخاص بالاسم بكونه في غير روي، وقد أنكر السيرافي الغالي ونسب رواته إلى الوهم، ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ١١)، وابن يعيش (٩/ ٣٣).
(٧) توضيح المقاصد (١/ ٣١)، أوضح المسالك (١/ ١٥).
(٨) البيت من بحر الرجز لرؤبة بن العجاج، وهو في ديوانه المسمى بمجموع أشعار العرب (١٨٦) تحقيق: وليم بن الورد، ومع ذلك نص العيني في الشرح أنه لم يجده في ديوانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>